التاريخ الإسلامي : سلسلة "فضائل أهل البيت والصحابة " (4)

14/08/2021
شارك المقالة:

فضائله  - رضى الله عنه - فى القرآن الكريم :

تتعدد فضائل الصديق فى القرآن الكريم , والناظر عبر آياته وأسراره يرى المكانة العلية , والمرتبة السنية لأبى بكر الصديق  - رضى الله عنه - فى القرآن :

1- قال تعالى : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى  * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى  * وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى  * إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى  * وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾ ( الليل : 17: 21 )

قال ابن الجوزى : أجمعوا أنها نزلت فى أبى بكر , ففيها التصريح بأنه أتقى من سائر الأمة , و الْأَتْقَى هو الأكرم عند الله لقوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)( الحجرات : 13). وأخرج البزار عن الزبير بن العوام وابن جرير وابن المنذر والآجرى وابن أبى حاتم عن عروة , والحاكم عن إسحق وقال صحيح على شرط مسلم, وقال الفخر الرازى : أجمع المفسرون على أن المراد بالأتقى أبو بكر , وللسيوطى فى ذلك رسالة " الحبل الوثيق فى نصرة الصديق " ، وأخرج بن أبى حاتم والطبرانى أن أبا بكر أعتق سبعة كلهم يعذب فى الله فأنزل الله هذه الآيات .

2- قال تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى  * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى  * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى   * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)( الليل : 1-4) . أخرج ابن أبى حاتم عن ابن مسعود أن أبا بكر اشترى بلالا من أمية بن خلف ببردة وعشرة أواق فأعتقه لله , فأنزل الله هذه الآية , أى سعى أبى بكر وأمية لمفترق فرقانا عظيما فشتان ما بينهما .

3- قال تعالى (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا)( التوبة : 40) . أجمع المسلمون على أن المراد بالصاحب هنا أبو بكر , ومن ثم من أنكر صحبته كفر إجماعا . وكانت مشاهدته فى الغار أعلى من مشاهدات سيدنا يونس فى بطن الحوت إكراما للنبى  - صلى الله عليه وآله وسلم - .

إلى غيب مجلى الذات هاجرت تفريدا

فأشرق هذا الغيب للروح مشهودا

وفـى آى  " لا تحزن " شراب   تديرها

على   روح  صديق فيفقه توحـيدا

تهاجـــــــــر يامــــــــــــولاى  والقدس    موئـــــــل

لتشهد   فى  حق  العبودة معبــودا

تجاوزت ترك الترك فى السير حاضرا

وصاحبك   الممنوح   نال   وجــودا

مع    الله فى   غار  كيونس أشرقت

له حضرة الإطلاق كشفا وتحديدا

معية    قرب   فى    غياهب   ظلمة

بها   الأنس يمحو   غربة وجهـودا

بأعينه   قد كنت فـى  الغار سيدى

وصديقك الممنوح  خاف صدودا

ويونس فى حوت الجواذب أشــرقت

عليه   المعانى  آنسته    سجـودا

يرى صاحب المختار فى الغار ظاهرا

وشتان   بين  الحضرتين  ورودا

4- قال تعالى : (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)( الزمر: 33 ) أخرج البزار وابن عساكر أن سيدنا عليا كرم الله وجهه قال فى تفسيرها : الذى جاء بالصدق رسول الله  - صلى الله عليه وآله وسلم - , والذى صدق به أبو بكر  - رضى الله عنه - .

5- قال تعالى:  (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)( الرحمن :46 ) . أخرج ابن أبى حاتم عن ابن شوذب أنها نزلت فى أبى بكر  - رضى الله عنه - .

6- قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)( الأحزاب : 43) أخرج عبد بن حميد عن مجاهد لما نزل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(الأحزاب : 56) . قال أبو بكر يارسول الله ما أنزل عليك خيرا إلا شركنا فيه , فنزلت هذه الآية .

7- قال تعالى : (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)(الحجر : 47 ) . قال : سيدنا على زين العابدين  - رضى الله عنه - : نزلت فى أبى بكر وعمر وعلى.

8- قال تعالى : (وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)( النور : 22 ) نزلت كما فى البخارى وغيره عن عائشة فى أبى بكر لما حلف أن لا ينفق على مسطح لكونه كان من جملة من رمى السيدة عائشة بالإفك الذى تولى سبحانه وتعالى براءتها منه بالآيات التى أنزلها فى شأنها . ولما نزلت قال أبو بكر : بلى والله ياربنا إنا لنحب أن تغفر لنا , وعاد بما كان يصنع أن ينفقه عليه , وقد تقدم ذكر ذلك مفصلا فى حادثة الإفك .

وللحديث بقية

من كتاب

النجاة فى سيرة سيدنا رسول الله

صلى الله عليه وآله وسلم

للإمام المجدد السيد محمد ماضى أبو العزائم

ليلة القدر : هل هى ليلة واحدة فى الدهر كله أم هى متكررة فى كل سنة

اختلف العلماء فى ليلة القدر  هل هى ليلة واحدة فى الدهر كله أم هى متكررة فى كل سنة، والحق أنها ليلة مخصوصة شرفها الله بنزول القرآن فيها كما شرف بعض الأمكنة وبعض الليالى