الحـواريين
قال الله تعالى:( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصارى إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ).
وقال الله عز وجل: ( وإذ أوحيت إلي الحواريين) – أى ألهمتمهم ووفقتهم (أن آمنوا بى وبرسولى قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ) اعلم ان الحواريين كانوا أصفياء عيسى بن مريم وأولياءه وأرضياءه وأنصاره ووزراءه ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، وأسماؤهم : شمعون الصفار المسمى بطرس ، واندراوس أخوه ويعقوب بن زبدى ، ويحيي أخوه ، وفيلبس وبرتولوماوس وتوما ومتى العشار ، ويعقوب بن حلفا وليا الذى يدعي تداوس وشمعون القنانى ويهوذا الأسخريوطى.
واختلف العلماء فيهم لم سموا بذلك؟ قال بن عباس: كانوا صيادين يصطادون السمك فمر بهم عيسى فقال لهم ما تصنعون ؟ فقالوا نصطاد السمك. فقال لهم ألا تمشون معى حتى نصطاد الناس ، قالوا وكيف ذلك؟ قال ندعوا إلي الله ، قالوا : ومن أنت ؟ قال : أنا عيسى بن مريم عبد الله ورسوله ، قالوا : فهل يكون أحد من الأنبياء فوقك ؟ قال نعم . النبى العربى فاتبعه أولئك وآمنوا به وانطلقوا معه.
وقال السدى : كانوا ملاحين . وقال ابن أرطاة : كانوا قصارين سموا بذلك لأنهم كانوا يحورون الثياب : أى يبيضونها.
أخبرنا ابن فتحويه بإسناده عن مصعب قال: الحواريون اثنا عشر رجلا اتبعوا عيسى فكانوا إذا جاعوا قالوا : يا روح الله جعنا فيضرب بيده إلي الأرض سهلا كان او جبلا فيخرج لكل إنسان رغيفان فيأكلهما ، وإذا عطشوا قالوا: يا روح الله عطشنا فيضرب الأرض سهلا كان أو جبلا فيخرج الماء فيشربون. فقالوا يا روح الله من أفضل منا ، إذا شئنا أطعمتنا وإذا شئنا أسقيتنا وآمنا بك واتبعناك؟ قال: أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه. قال فصاروا يعملون الثياب بالكراء.
قال ابن عون: صنع ملك من الملوك طعاما فدعا الناس إليه ، وكان عيسى علي قصعة فكانت القصعة لا تنقص ، فقال له الملك من أنت؟ قال: أنا عيسى بن مريم. قال الملك : إنى اترك ملكى وأتبعك فانطلق بمن اتبعه منهم وهم الحواريون.
قال الضحاك : سموا حواريين لصفاء قلوبهم ، وقال عبد الله بن المبارك سموا حواريين لأنهم كانوا نورانيين ، عليهم أثر العبادة ونورها وبياضها وبهاؤها . وأصل الحور عند العرب شدة البياض ومنه الأحور والحور. وقال النضر بن شميل: الحوارى خاصة الرجل ومن يستعين به فيما ينويه، ومنه قول النبى صلي الله عليه وسلم : " لكل نبى حوارى وحواريي الزبير" فهؤلاء حواريوا عيسى بن مريم عليه السلام .
و للحديث بقية بإذن الله تعالي