إن بيوت الزوجية لا تخلو من المشاكل ، ولكن لماذا؟ ولماذا تستمر؟ وإلى أى حد ستظل مستمرة؟ مع العلم بأن الله تعالى قال : )فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً( (النساء:59)، فما معنى البيت الإسلامى؟ هو الذى يتكون من الزوج والزوجة والأولاد، والذى يربطهم ببعض هو رباط الحب، فعلى الزوجة أن تسعى أن تتعلم ما يسعدها فى بيتها مع زوجها وأبنائها ، قال (ص): (نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن فى الدين).
وأول ما يجب أن تتعلميه أختى المسلمة ما أوصى به الإمام أبو العزائم فى كتابه (الإسلام نسب) حين قال : على المرأة أن تتعلم الإيمان، ثم تحفظ ما لابد منه من القرآن خصوصًا الآيات التى تتعلق بالعفة والأمانة وأركان الإسلام من صلاة وصيام أولاً.
وعليكما أنتما الاثنان أن تسعيا لنجاح هذه العلاقة حتى تدوم المحبة بينكما .
ما يحبه الزوج
أيتها الزوجة يجب عليك تعلم ما يحبه الزوج ، فالزوج يحب أن يرى فى زوجته سمات معينة مثل :
- الطاعة له فى كل شيء إلا ما نهى الله ورسوله عنه .
- المحافظة على ماله .
- الأخلاق الحميدة كعدم التبرج خارج المنزل ، وألا ترفع صوتها عليه، وألا تخرج من البيت إلا بإذنه .
- أن تسره إذا نظر إليها .
- أن تحثه على صلة رحمه وبر والديه وعمل الخير .
- تربية أولادهما على طاعة الله وحب رسوله والقدوة الحسنة.
- أن تصبر على فقره وتشكر عند غناه .
- أن تظهر حبها له وتشعره بأهميته لديها.
- أن تحسن اختيار الوقت المناسب عند طلب شىء منه.
ما تحبه الزوجة
وأنت أيها الزوج عليك أن تعلم السمات التى تحبها الزوجة، ومن هذه السمات:
- أن تكون مبتهجًا عند رؤيتك لها ، وأن تتحدث معها وتشعرها بأنوثتها وجمالها وأن تكلمها بالكلام الطيب ، وأن تشعرها بالمشاركة معك فى أمورك الخاصة والعامة .
- أن تناديها بالأسماء والألقاب التى ترغب أن تسمعها منك.
- أن تهيئ لها جوًّا مليئًا بالأنس ، وأن تذكرها بالذكريات الجميلة كأيام الخطوبة ، وأن تلاعبها كالطفلة .
الحياة الزوجية شراكة ورباط
إن الحياة الزوجية هى شراكة بين الزوج والزوجة ، فلابد أن يبذل الزوجان قصارى جهدهما لينالا السعادة الزوجية ، فيجب على كلا الزوجين أن يفهم كل منهما الآخر .
إن الحياة الزوجية رباط مقدس بينكما تجنيا منها أطيب ثمار وهم الأبناء ، فعليكما أن تبذلا قصارى الجهد والحب والإخلاص ، والتأكد بأن كلا منكما قام بعمل ما يرضى الله ورسوله تجاه الآخر .
علاج النشوز
أما إذا رأى الزوج من زوجته استخفافًا منها بحقه، وعدم طاعة له، أو إعراضًا عنه مثل الخروج من المنزل بدون إذنه، وترك حقوق الله كالطهارة والصلاة، أو إغلاق الباب دونه، أو خيانته فى نفسه وماله، قال تعالى: )وَاللاَّتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً( (النساء: 34)، فعليه أن يقوِّمها بأن ينصحها أولاً بما أمرها الله ورسوله نحوه ، فإن أبت أن ترجع عن المعصية والإعراض عنه فعليه أن يهجرها فى المضجع، بترك الاستمتاع والإعراض والجفاء، فإن أبت الإياب إلى ما يلزمها له فليضربها ضربًا غير مبرح (غير مؤثر ولا موجع بيد أو عصا خفيفة) لتعود إلى الواجب عليها من طاعة الله في اللازم لها من حقوقه، فإن أطاعته - على بغضها له - فلا يجنى عليها، ولا يكلفها محبته، فإن ذلك ليس بيديها.
فإن حدث شقاق بينهما فعلى الأهل الالتزام بما أمر به المولى سبحانه وتعالى فى قوله: )وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا( (النساء:35)، ويعنى هذا أن يبعث حكمًا من أهله وتبعث حكمًا من أهلها فينظر الحكمان فى أمر الزوجين، ويطلعان على أسباب الخلاف التى أدت إلى ما آل إليه الخلاف، وليس لهما أن يعملا شيئًا في أمرهما إلا ما وكلاهما به، فإن كان الرجل هو المسىء حجبوا عنه امرأته فإن هذا يشعره بأهمية زوجته، وإن كانت المرأة هى المسيئة قوَّموها بما يتناسب معها، وقد يكون حجبها عنه علاجًا لها لتحس باحتياجها إليه.
وعلى الزوجين أن يعلما أن آخر دواء هو الكى، فعليهما ألا يقدما الطلاق بمجرد حدوث خلاف أو شقاق بينهما لقول سيدنا رسول الله (ص): (إن أبغض الحلال عند الله الطلاق) فإن أقل ما يقال فيه أنه هدم لبيت إسلامى، وتشريد أطفال بين والدين متباعدين، كما أنه مجلبة للهم والغم والندم.
أما إذا رأى الحكمان استحالة دوام العشرة بينهما فالحل هو إما الطلاق الرجعى حيث يردها الزوج قبل انتهاء عدتها، أو الخلع بأن تفتدى نفسها منه، أو التفريق بينهما بالطلاق طلقة بائنة، وقد شرع الله تعالى تعدد الطلقات ليعطى فرصة للزوجين للقرب مرة أخرى بعد فراق حفاظًا على هذا البيت الذى سيهدم بالطلاق فقال تعالى: )الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ( (البقرة:229).
نصيحة للزوجين
وأنصح الزوجين: بألا يسمحا لأقاربهما ولا أصدقائهما بالتدخل فيما بينهما إلا ما يراه كل منهما حكيمًا ذو خبرة بمجريات الأمور، لأن من الأقارب والأصدقاء من قد يقدم العواطف على العقل والروية فيكون سببًا فى هدم البيت.
أيها الزوجين: إن الرباط الذى يربط بينكما هو رباط الحب فعليكما أن تسمعا إلى ما يمليه عليكما قلبيكما وضميريكما حتى تتقاربا ثانية وتعود السعادة إلى البيت الذى هجرتماه.
وإلى اللقاء فى العدد القادم إن شاء الله