هو سليل أهل البيت الطيبين الطاهرين عليهم السلام ، الإمام السيد عز الدين بن السيد أحمد بن الإمام المجدِّد السيد محمد ماضي أبو العزائم الحَسَني من جهة والدته الحُسَينى من جهة والده .
نسبه ومولده:
ولد يوم الجمعة الخامس من جمادى الثانية سنة 1345 هـ الموافق الحادى عشر من نوفمبر عام 1926م ، وكان في طفولته محل رعاية ومحبة جده الإمام أبي العزائم ، فقد كان يدعو له كلما رآه قائلا : " أعزًّك اللهُ يابنيَّ وأعزَّ بك والدَيْكَ " ويصحبه معه في بعض جولاته للتنزه.
وظائفه وخلافته :
بعد تخرجه في كلية الحقوق عمل بالمحاماة وتدرج في سلكها حتى صار محاميا بالنقض ، وبعد انتقال والده الخليفة الأول السيد أحمد ماضي أبي العزائم إلى الرفيق الأعلى عام 1390هـ الموافق 1970م ميلادية ، بويع السيد عز الدين شيخا للطريقة العزمية .
جهوده لنشر تراث جده الإمام :
قام بإعادة مراجعة وتحقيق وطبع ونشر مؤلفات جده الإمام أبي العزائم التي سبق نشرها وكذلك معظم مؤلفاته التي لم تطبع ، وبذل جهدا كبيرا لإخراجها في أحسن صورة ، لإثراء المكتبة الإسلامية بهذا التراث العلمي الكبير.
جهوده لنشر الدعوة الوسطية :
عمل على نشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح ، والمفاهيم الدينية السمحة المتمثلة في المعاملات والأخلاق ، ونبذ التطرف والإرهاب ، عن طريق الزيارات الدورية للبلاد وإلقاء المحاضرات ، وكتابة المقالات لتوعية المسلمين في العالم الإسلامى ، وكذلك في دول الغرب عن طريق زيارته للمراكز الإسلامية هناك، والالتقاء بأبناء الجاليات الإسلامية بها ، وإلقاء المحاضرات الدينية .
مؤلفاته ونشاطاته :
للسيد عز الدين عدة مؤلفات قيِّمة يبيّن فيها الوجه الصحيح للتصوف ، ويرد فيها على خوارج الأمة المفرّقين لصفوفها ، مؤيدا رده بالحجة القوية والبرهان الساطع، بالإضافة إلى محاضراته ودروسه وحواراته التى ألهم فيها الرد القويم على أهل الزيغ والانحراف والتطرف ، وأهم هذه المؤلفات :
كتاب : ( إسلام الصوفية هو الحل لا إسلام الخوارج )
" : ( أيها القرنيون هلا فقهتم )
" : ( الاحتفال بموالد الأنبياء والأولياء مشترع لا مبتدع )
" : ( ترغيب العابد في اتخاذ المساجد على المشاهد )
" : ( تكفير+ تبشير = تنصير ) .
وأنشأ دار الكتاب الصوفي لنشر تراث الإمام أبي العزائم وتراث الصالحين من السلف الصالح ، كما أصدر مجلة: "الإسلام وطن" التي تحمل على صدرها الشعارالذي ارتضاه الإمام أبو العزائم : ( عقيدة حقة ـ عبادة خالصة ـ معاملة حسنة ـ أخلاق فاضلة ) ، وقد شارك في تحريرها نخبة من كبار العلماء والمفكرين ، مثال الدكتور السيد محمد علوي المالكي ، والدكتور محمد عبده يماني، والسيد يوسف هاشم الرفاعي ، والدكتور عبد الجليل عبد الرحيم ، والدكتور محمد بنيعيش ، والدكتور مصطفى محمود ، وغيرهم من مفكري الأمة .
دوره في الدفاع عن الأقليات المسلمة في العالم:
اهتم السيد عز الدين اهتماما كبيرا بالدفاع عن الأقليات المسلمة في العالم وعرض قضاياهم ، وكشف في كتاباته عما يتعرضون له من اضطهاد وقتل وتعذيب وتشريد، وشارك في العديد من المؤتمرات العالمية لهذا الغرض ، وكان له موقف متميز فى مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ببغداد عام 1989 ، حيث طالب الحاضرين بضرورة بحث موضوع الأقليات المسلمة المضطهدة في العالم ، وإصدار بيان بحقوقهم والوقوف إلى جانبهم .
إنشاء المراكز الإسلامية :
أنشأ المركز الرئيسي لمشيخة الطريقة العزمية بالقاهرة ، كما أشرف على بناء أكثر من عشرين مركزا إسلاميا كبيرا في محافظات مصر ، وكذلك المركز الإسلامي الكبير في الخرطوم بالسودان ، وساهم بجهده ووقته في إدارتها وتوجيهها لخدمة المجتمعات في شتى المجالات ، وكانت كل أنفاسه الطاهرة جهادا في سبيل رفعة الدين ورفعة شأن المسلمين .
انتقاله :
انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الجمعة الثاني والعشرين من شهر المحرم سنة 1415 هجرية الموافق الأول من شهر يولية 1994 ميلادية ، ودفن بمسجده بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة .
خليفته القائم :
سماحة الإمام السيد محمد علاء الدين ماضي أبو العزائم شقيق الإمام السيد عز الدين ، وابن السيد أحمد وحفيد الإمام المجدِّد ، وهو شيخ الطريقة القائم ، وعضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ، ورئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية ورئيس الرابطة المصرية .
فسلام على الإمام السيد عز الدين ماضى أبو العزائم ، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .