يقول رضى الله عنه: (ثم تعينت مدرساً [1] . وانتقلت إلى مدينة المنيا فى أوائل سنة 1311هـ ، فكنت أؤدى الواجب عليّ نهاراً، و أصرف أكثر أوقاتى بين العامة و أهل العلم فيها لقراءة دروس مذهب مالك أو التكلم فى الأخلاق أو التوحيد حتى أنست بإخوان لى يعينونى على مواجيدى. ثم انتقلت إلى الشرقية، و فيها ظفرت بإخوان لى أحسنوا الإصغاء والقبول. ثم إلى سواكن، و فيها قرأت البخارى لعلمائها و قسم العبادات من الموطأ وصار لى إخوان يحسنون الإقتداء و الفهم فى علوم الحكمة العالية. ثم انتقلت منها إلى أسوان، وفيها قرأت الموطأ و لكنى لم أجد بها أهلاً للحكمة و لا مستعدين لتلقيها. ثم إلى حلفا، وكان بها كثيرون يشتغلون بالملاهى فوفقهم الله تعالى للإقبال على عمل كل الأركان و سماع علوم الشريعة. ثم إلى أم درمان من أعمال السودان، فقرأت الموطأ و حكم ابن عطاء الله بمسجدها، و أهلها يحبون العلم و أهل العلم إلا أنهم يحتاجون إلى مبادىء العلوم حتى يتأهلوا لفهم روح الشريعة. و منها إلى الخرطوم، فقرأت بمسجدها الجامع تفسير القرآن الشريف والموطأ و البخارى و قسم العبادات من مدونة مالك بن أنس، و أهلها يحبون أن يعملوا بما عملوا) .
[1] عمل الإمام مدرساً بمدرسة إدفوا الابتدائية لمدة سنة دارسية، ثم انتقل إلى مدرسة الإبراهيمية الأولية و عمل بها مدة أربع سنوات دارسية، ثم انتقل سماحته إلى مدينة المنيا.