تنقلات الإمام خلال فترة عملة بالتدريس

05/03/2021
شارك المقالة:

يقول رضى الله عنه: (ثم تعينت مدرساً   [1] . وانتقلت إلى مدينة المنيا فى أوائل سنة 1311هـ ، فكنت أؤدى الواجب عليّ نهاراً، و أصرف أكثر أوقاتى بين العامة و أهل العلم فيها لقراءة دروس مذهب مالك أو التكلم فى الأخلاق أو التوحيد حتى أنست بإخوان لى يعينونى على مواجيدى. ثم انتقلت إلى الشرقية، و فيها ظفرت بإخوان لى أحسنوا الإصغاء والقبول. ثم إلى سواكن، و فيها قرأت البخارى لعلمائها و قسم العبادات من الموطأ وصار لى إخوان يحسنون الإقتداء و الفهم فى علوم الحكمة العالية. ثم انتقلت منها إلى أسوان، وفيها قرأت الموطأ و لكنى لم أجد بها أهلاً للحكمة و لا مستعدين لتلقيها. ثم إلى حلفا، وكان بها كثيرون يشتغلون بالملاهى فوفقهم الله تعالى للإقبال على عمل كل الأركان و سماع علوم الشريعة. ثم إلى أم درمان من أعمال السودان، فقرأت الموطأ و حكم ابن عطاء الله بمسجدها، و أهلها يحبون العلم و أهل العلم إلا أنهم يحتاجون إلى مبادىء العلوم حتى يتأهلوا لفهم روح الشريعة. و منها إلى الخرطوم، فقرأت بمسجدها الجامع تفسير القرآن الشريف والموطأ و البخارى و قسم العبادات من مدونة مالك بن أنس، و أهلها يحبون أن يعملوا بما عملوا) .

  

 

[1]   عمل الإمام مدرساً بمدرسة إدفوا الابتدائية لمدة سنة دارسية، ثم انتقل إلى مدرسة الإبراهيمية الأولية و عمل بها مدة أربع سنوات دارسية، ثم انتقل سماحته إلى مدينة المنيا.                 

 

لماذا الطريقة العزمية (24)

حاجة الإنسان إلى الإسلام: لقد خلق الله تعالى الإنسان وفضَّله على كثير ممن خلق تفضيلاً، وجعل سبحانه الإسلامَ منهجَ حياةٍ رفع اللهُ به الإنسانَ بما كشف له من أسرار الغيب عن حكمة إيجاده وسر إمداده, لأنه لؤلؤة العقد, وخليفة عن ربه, وسخر له جميع ما في سماواته وأرضه؛ قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ )"الجاثية:13"، حتى بلغ الإنسان منزلة بالإسلام يكون فيها مع الله سبحانه والله تبارك وتعالى معه، وجعل كل فرد من المسلمين كعضو من الجسد, قال صلى الله عليه وآله وسلم: (مَثَلُ المؤمِنِينَ في تَعَاطُفِهِمْ وتراحُمِهِمْ كَمَثَلِ الجَسَدِ الوَاحِدِ إذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ اشْتَكَى كُلُّهُ) حتى ظهر سر قول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)"الحجرات:10". ولقد جاء الإسلام دينا عالميا تتسع آفاقه للناس جميعا، ومن ثم جاءت تعاليمه لتشمل ما في الناس من قوة وضعف، وفطر وميول، وإمكانيات وطاقات.