شهر رمضان المعظم خير شهور السنة لأن الله فرض صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنا قيامه، وبيّن لنا بقوله فضله، وبعمله الشريف قدره .
وخير عمل الصائم تلاوة القرآن بعد الفرائض، ونوم الصائم فى الصيام خير من قيام الأحمق. قال رسول الله صلى الله عليه سلم (نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح ودعاؤه مستجاب) وآل العزائم لهم فى رمضان مشاهد ملكوتية فى نومهم بالرؤيا الصالحة وفى يقظتهم بدوام المراقبة.
عمارة أوقات رمضان بالطاعات :
الذى يترك المباح له مما هو ضرورى لحياته، الأولى له أن يترك ما لا ينفعه ولا يضره، مما تعود فى غير رمضان ليتمكن من عمارة أوقات الشهر بالقربات، فيعمل بالنهار بعد فراغه مما لا بد منه من عمل لمعاشه، بتلاوة القرآن وعلم نافع ويذكر الله تعالى بأعمال البر من الإصلاح بين الناس، ومن إدخال السرور على الفقراء، ومن إغاثة الملهوف وبر الوالدين وصلة الرحم، ويعمر الليل بالقيام والتهجد، وعمل الرغائب من مجالسة الصالحين، وزيارة المتقين وإطعام الفقراء وغشيان مجالس الذكر والعلم وتلاوة القرآن المجيد وسمعه، مسارعته إلى حفظ قلبه لترد عليه واردات الصوم، فانه تشبه بالملائكة الكرام ومن تشبه بقوم كان منهم.
الأوقات التى يجاب فيها الدعاء :
كل أوقات رمضان مؤكداً فيها الإجابة والقبول، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بشرنا بأن ربنا جل جلاله ينزل فى آخر كل ليلة من ليالى رمضان، لإجابة السائلين وقبول توبة التائبين وللعفو والإحسان، فتعين من هذا أن آخر الليل من كل ليالى شهر رمضان مرغب فيه.
وعلى كل مقبل على الله تعالى أن يكون حاضر القلب والجسم مع الله تعالى فى رمضان ليفوز بما يبتغيه من فضل الله ورضوانه الأكبر. وخير دعاء عينه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقول: (اللهم إنى أسألك العفو والعافية).
والسالك فى طريق الله أعلم بحاجته، فله أن يرفعها بعد حمد الله، والثناء عليه والصلاة والسلام على أفضل رسله، فقد ورد أن هذا يحقق الإجابة والقبول، وإذا دعا الداعى فالأولى أن يعمم الدعاء موقناً بالإجابة. وهناك ليلتان يجاب فيهما الدعاء وهما: ليلة بدر الكبرى، وليلة القدر.
القيام :
القيام فى الشريعة : الصلاة فى النهار قبل الليل ، والتهجد بالصلاة فى الليل بعد النوم ، والقيام فى رمضان سنة ، ويتأكد فى العشر الأواخر من رمضان ، خصوصا فى الليالى الوترية فإنه صلى الله عليه وآله وسلم قام فيها. قال صلى الله عليه وآله وسلم : (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).