بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمًا (النساء: 32).
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ لَبَّيْكَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِىِّ الْعَظِيمِ.
رَبِّ هَا أَنَا الْمُضْطَرُّ السَّائِلُ الْعَائِذُ الْمُبْتَهِلُ الضَّارِعُ الْخَانِعُ إِجَابَةً لأَمْرِكَ.
أَسْأَلُكَ يَا مَن لاَّ تُخَيِّبُ مَنْ سَأَلَكَ، وَلاَ تَرُدُّ مَن قَصَدَكَ، بِذُلٍّ هُوَ حَقِيقَتِى، وَفَقْرٍ هُوَ حِلْيَتِى، وَضَعْفٍ هُوَ زِينَتِى، وَاضْطِرَارٍ هُوَ كَمَالِى، وَعَجْزٍ هُوَ فَخَارِى، أَن تُوَاجِهَنِى يَا جَمِيلُ بِجَمَالِكَ الَّذِى وَاجَهْتَ بِهِ أَحْبَابَكَ الْمُقَرَّبِينَ، وَأَنْ تَمْنَحَنِى يَا مُعْطِى يَا وَهَّابُ سَوَابِغَ عَطَايَاكَ وَوَاسِعَ نُعْمَاكَ، وَحَقِيقَةَ حُبِّكَ وَجَمِيلَ قُرْبِكَ، حَتَّى لاَ يَحْجُبَنِى بَيْنٌ عَن شُهُودِ جَمَالِكَ، وَلاَ يَضُرَّنِى ذَنْبٌ - وَلَوْ عَظُمَ - عَن نَّيْلِ فَضْلِكَ وَوِصَالِكَ. فَإِنَّكَ إِذَا أَحْبَبْتَ الْعَبْدَ يَا إِلَهِى لاَ تَضُرُّهُ مَعْصِيَةٌ بَعْدُ. فَأَسْأَلُكَ يَا إِلَهِى حُبَّكَ الْحَقِيقِىَّ لِى، حُبًّا يَجْعَلُنِى سَابِحًا فِى أَنْهَارِ جَمَالِكَ، آنِسًا بِمُوَاجَهَاتِ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ.
فَطَمْئِنْ قَلْبِى بِذِكْرِكَ، مُنْشَرِحَ الصَّدْرِ بِآلآئِكَ، مُنْجَذِبًا بِكُلِّيَّتِى إِلَى جَانِبِ قُدْسِكَ الأَعْلَى، فَارًّا مِنِّى إِلَيْكَ، حَاضِرَ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ مَعَكَ، لاَ أَغِيبُ إِذَا غَابَ النَّاسُ وَلاَ أَسْهُو إِذَا سَهَا النَّاسُ، بِمَا تُوَاجِهُنِى بِهِ، يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ مِن أَنْوَارِ جَمَالِكَ الَّتِى تَجْذِبُ الأَرْوَاحَ، وَتُهَيِّمُ النُّفُوسَ وَتُسْكِرُ الْعُقُولَ، وَتَجْذِبُ الأَشْبَاحَ فَضْلاً عَنِ الأَرْوَاحِ يَا ذَا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ. رَبِّ تَنَزَّلْ لِى بِعَوَاطِفِ إِحْسَانِكَ، وَتَجَلَّ لِى بِمَعَانِى جَمَالِكَ، حَتَّى تَأْنَسَ رُوحِى بِمَشَاهِدِ جَبَرُوتِ قُدْسِكَ الأَعْلَى، وَيَنْشَرِحَ صَدْرِى يَا إِلَهِى بِمُطَالَعَاتِ آيَاتِكَ الْمُنْبَلِجَةِ فِى هَذَا الْكَوْنِ، الْمُشْرِقِ بِأَنْوَارِ عَجَائِبِ قُدْرَتِكَ وَغَرَائِبِ حِكْمَتِكَ.
رَبِّ إِنِّى أَسْأَلُكَ يَا قَابِلَ التَّوْبِ وَغَافِرَ الذَّنْبِ مَغْفِرَةً تَسْتُرُ بِهَا جَمِيعَ ذُنُوبِى، وَتَوْبَةً تُطَهِّرُنِى بِهَا مِنْ عُيُوبِى، وَتُزَكِّى بِهَا نَفْسِى يَا قَابِلَ التَّوْبِ، يَا اَللهُ يَا إِيلُ يَا دَهْرُ يَا دَيْهُورُ يَا كَانَ يَا كَيْنُونُ أَبْتَغِى فَضْلَكَ وَرِضْوَانَكَ، فَتَفَضَّلْ يَا مُنْعِمُ يَا مُتَفَضِّلُ. وَأَسْأَلُكَ جُودَكَ وَإِحْسَانَكَ، فَأَنْعِمْ يَا مُعْطِى يَا وَهَّابُ.
تَوَلَّنِى يَا إِلَهِى وَلاَيَةً خَاصَّةً تَجْعَلُنِى لاَ أَهْتَمُّ بِغَيْرِكَ، وَلاَ أَتَوَجَّهُ إِلَى غَيْرِكَ، وَلاَ أَسْأَلُ غَيْرَكَ، تَكُونُ بِهَا أَنْتَ سُبْحَانَكَ هَمِّى وَمُرَادِى وَمَقْصِدِى، تُفَرِّغُ بِهَا قَلْبِى يَا ذَا الْفَضْلِ الْعَظِيمِ مِن شُغْلٍ بِهَمِّ الرِّزْقِ وَخَوْفِ الْخَلْقِ، أَوْ هَمٍّ بِأَلَمٍ أَوْ وَّالِدٍ أَوْ وَّلَدٍ أَوْ أَخٍ أَوْ صَاحِبٍ، حَتَّى أَكُونَ دَائِمَ الْبِشْرِ وَالانْشِرَاحِ، آنِسًا مُّقْبِلاً عَلَى جَنَابِكَ بِكُلِّى.
رَبِّ إِنِّى جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِى، ظَمْآنُ فَارْوِنِى، عَارٍ فَاكْسُنِى، جَبَانٌ فَشَجِّعْنِى، مَرِيضٌ فَاشْفِنِى، عَائِلٌ فَآوِنِى، أَنْتَ رَبِّى حَقًّا، وَأَنَا عَبْدُكَ حَقًّا، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِى الْمُؤْمِنِينَ (الأنبياء: 87- 88).
وَصَلَّى اللهُ عَلَّى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
===========================
من كتاب #أدعية_الغفران_في_شهر_القرآن
للإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم