احتفال مشيخة الطريقة العزمية بمولد السيدة زينب والسيدة آمنة بنت وهب

22/02/2023
شارك المقالة:

د. محمد علاء الدين أبوالعزائم : المصرون على كفر والدي المصطفى يحاربون الله ورسوله.  
د. أيمن أبوالخير: طمس هوية السيدة آمنة جناية تاريخية ومؤامرة سياسية .
د. عبد الحليم العزمي : كل من يحارب أهل البيت فروحه أموية .

الصحفي محمد عبد الحليم : السيدة زينب أيقونة ورمز وقدوة ومثال للشرق والغرب .
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       أكد المشاركون على أن أعداء الإسلام نالوا من مكانة سيدنا رسول الله ومن أهل بيته - صلوات الله وسلامه عليهم - ما لم ينله رسول أو نبي قبله ، وإن ما قامت به السيدة زينب عليها السلام ضد البيت الأموي خلده التاريخ بأحرف من نور، ومكانة السيدة آمنة بنت وهب عليها السلام في الإسلام عالية لا يدانيها فيها أحد، ولم يختلف على هذه المكانة العلماء الثقات من الأمة . 

       كما أكدوا أيضا خلال الاحتفال الذي أقامته مشيخة الطريقة العزمية والاتحاد العالمي للطرق الصوفية بميلاد السيدة زينب والسيدة آمنة بنت وهب عليهما السلام ، بمقر مشيخة الطريقة العزمية، بالسيدة زينب، بالقاهرة يوم السادس والعشرون من شهر رجب عام 1444 هجرية الموافق السابع عشر من فبراير عام 2023 ميلادية ، على أن طمس هوية كل ما هو مرتبط بأهل البيت جناية تاريخية، ومؤامرة سياسية.

        قال الدكتور محمد علاء الدين ماضي أبوالعزائم شيخ الطريقة العزمية، ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، معلقا على الكلمات السابقة، إن من يسيئون الأدب مع أهل بيت سيدنا رسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يكون مسلمين، مع اختلاف مسمياتهم سواء كانوا سلفية أو إخوان أو دواعش، وتجد من يكرهون سيدنا رسول الله وآل بيته يقتلون المسلمين والمسيحين في أي بلد مسلم أو عربي، ويستبيحون دمائهم، والعجيب تجدهم لا يقتلون اليهود، والمطالع لتاريخ الأئمة من أهل البيت تجد أن أغلبهم قتلوا على يد بني أمية - الدولة التي أسسها معاوية بن أبي سفيان- ، و تجد أذيالهم بين ظهرانينا، ينهجون نهجم ويسيرون على دربهم، ويسمون أبنائهم بأسماء بني أمية حبا فيهم، أما نحن والحمد لله نحب أهل البيت ونسمي أبنائنا بمحمد وأحمد وعلى  والحسن والحسين وباقي الأسماء من أهل البيت.
         وأضاف أبوالعزائم ما الفائدة العائدة على من يصرون على كفر أبوي المصطفي ونعتهم بأنهم من أهل النار؟ هل بذلك يتقرب إلى الله ورسوله بذلك؟ ألا يعلمون أنهم بذلك الإصرار يؤذون رسول الله، ألم يعي هؤلاء الجهلة بأن أهل الفترة غير معذبين، قال الله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا) سورة الإسراء:15، كما حذر كل من يصرون على أذية سيدنا رسول الله في أبوية من لعنة ستلحق به، مع العلم أن الأدب مع رسول الله واجب على كل مسلم ومسلمة،  قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا )[الأحزاب: 57]، مشيرا إلى أن درة بنت أبى لهب آذاها بعض المسلمين بذكر أبيها والقراءة بسورة المسد فى صلاتهم بالمسجد فاشتكت لرسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم : "ما بال أقوام يؤذونني في نسبي وذوي رحمي؟ ألا ومن آذى نسبي وذوي رحمي، فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله" ، إذا كان رسول الله دافع عن بنت أبى لهب فما بالكم في من يؤذونه في والديه عليهما السلام؟ فهل يا تري هل سيفرح بك رسول الله عندم تأذيه وتتطاول على أبوية؟

        وطالب أبوالعزائم جمع المسلمين المحبين لأهل البيت من عدم التعامل مع كل من يحارب الله ورسوله ، ولا نتزوج منهم ولا نزوجهم بناتنا، ومن يفعل ذلك فقد قطع رحمه.

من جانبه قال الدكتور أيمن أبوالخير من دعاة الطريقة العزمية :

     إن الصالحين لو لم يذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز ما كنا لنسمع عنهم، فذكر الصالحين ومراجعة سيرهم، وتشنيف الأذان بسماع أخبارهم، يثلج صدور المؤمنين، وينزل السكينة في قلوب المحبين، فهم القدوة والمثل، والنموذج الأسمى في تطبيق أخلاق الإسلام وتعاليمه، وما قص علينا القرآن الكريم أخبار الأنبياء والصالحين والأولياء إلا لاستنهاض الهمم، والتشبه بهم واقتفاء أثرهم، ولنحيا حياتهم لنفوز كما فازوا .
       وأضاف أبوالخير: وبما أننا في ذكرى السيدة أمنة بنت وهب والدة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد خص الله سبحانه وتعالى الطريقة العزمية للعام 14 على التوالي بالاحتفال بميلادها، ولا يخفى على أحد أن احتفال الطريقة العزمية بميلاد السيدة آمنة سلام الله عليها زاد من حنق أدعياء السلفية، لأن الرأي الغالب عندهم أن أم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماتت على الكفر، وبالتالي فإن إقامة مولدها يعد سخفا، فضلا عن أن كل الموالد الأولياء والصالحين تعد عندهم بدعة وضلال.

        ونحن والحمد لله أبناء الطرق الصوفية، ومحبي آل البيت عامة، وآل العزائم خاصة، لا نعتبر أن والدي المصطفي من المشركين بل هم مؤمنون إيمانا كاملا ، ونحن اليوم نحتفل بذكرى السيدة آمنة عليها السلام ليس لنثبت أنها مسلمة، بل لنؤكد أن لها من الولاية القسط الأوفر ، مشيرا إلى أن القرآن أثبت خروج بعض من زوجات وأبناء الأنبياء عليهم ومحاربتهم، ولم يذكر أن أم من أمهات الأنبياء خرجت على أبنها النبي وحاربته ، لأنها هي الوعاء الذي حملته، فوالدته صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الجنة ، لأنها توفيت ولم تعاصر أنبياء ولا رسلا، ويطلق تاريخيا عليها بأنها من أهل الفترة، وهذا ما أخبر به المولى عز وجل في كتابه العزيز، قوله تعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا)[الإسراء:15] ، فالسيدة آمنة كانت في أعظم درجات الولاية العظمى، ولها مكانة عالية، وعلى اتصال بالعالم الأعلى، ويجلى ذلك في قولها في الحديث الصحيح: " رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى من أرض الشام"، وهذه المقامات لا تكشف إلا لأهل التقوى والصلاح، فالعجب كل العجب أن يكون الوعاء الذي حمل كل الأنبياء طاهر، ويستثني من ذلك سيدهم صلى الله عليه وآله وسلم، حاشا لله، فالسيدة أمنة مختارة بعناية من المولى سبحانه وتعالى من الأزل لتكون أما لسيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم. 
         ويؤكد أبوالخير: على أن علماء الأمة الثقات أجمعوا على القول بأن أم المصطفى من أهل النار لا أساس له من الصحة، وافردوا لها تصانيف تفيد ما ذهبوا إليه، وهذا ما أكده الرسول في حديثه المشهور: (خلقت من نكاح، ولم أخلق من سفاح، ولم يصبني من دعوى الجاهلية شيء)، ومن يصر على تكفير أم المصطفى فهو ممن يحارب الله ورسوله ، 
مؤكد على أن طمس هوية السيدة آمنة بنت وهب جناية تاريخية، ومؤامرة سياسية على سيدنا رسول الله، ويجب قراءة التاريخ من جديد لنعلم منزلة والدى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
 

         وأضاف الدكتور عبدالحليم العزمي - الأمين العام والمتحدث باسم الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، ومدير تحرير مجلة الإسلام وطن - : إن الاحتفال بالسيدة آمنة بنت وهب سلام الله عليها في شهر رجب، مناسبته هو انتقل النور من السيد عبد الله عليه السلام إليها، لأن والدي المصطفى تزوجا في شهر رجب، وهذا الاحتفال ليس بمولدها أو انتقالها، وانتقال النور المحمدي لها هو أعظم حدث لهما، والنور المحمدي كان واضحا في كل أباء واجداد المصطفى من لدن سيدنا آدم حتى والده السيد عبد الله عليه السلام، وهذا النور لم ينقطع، بل هم مستمر في ذريته من الأئمة المجددين، لأن هذا النور موجود لقيام الساعة لأنه خلق للاستمرارية ولا ينقطع أبدا، وهذا ما وضحه الإمام أبوالعزائم:
عـقـد مـجــد وسـؤدد وفـخــار   كـوكـب الـعـقـد حضرة المختار
كـان نـورا في وجـه آدم بدءا   ثـم منه للـسـادة الأخــــــــــيـار
من لدن آدم الى يـوم عيسى     وهو شمس ومصدر الانـــوار
من نبي إلى رســول كـريم         أو وفى من صـفوة الأطـهار
شمسه قد تلوح فى كل عصر      من لـدن آدم إلى الإظـــــهار
       وبين العزمي، أن من يريد التعرف على السيدة آمنة عليها السلام فليقرأ كلماتها الأخيرة التي قالتها عند انتقالها إلى الرفيق الأعلى، لأبنها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في عودتها من مكة عند مكان يسمى "الأبواء"، وكان عمره آنذاك 6 أعوام ، حيث قالت: 

بارك فيك الله من غلام      يا ابن الذي من حومة الحمام
نجا بعون الملك المنعام      فودى غداة الضرب بالسهام
بمائة من إبل سوام          إن صح ما أبصرت في المنام
فأنت مبعوث إلى الأنام      من عند ذي الجال والإكرام
تبعث في الحل وفي الحرام   تبعث بالتحقيق والإسلام
دين أَبيك البر إبراهام          فالله أَنهاك عن الأصنام
أن لا تواليها مع الأقوام
        ويكمل: إن كلمات السيدة آمنة للمصطفى لا تخرج إلا من كمل الموقنين الموحدين، الذين تجاوزوا المقامات ، 
مشيرا إلى أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان يتفاخر ويتباهى برؤية أمه، حيث قال في حديثه الشهور: "إني عبد الله وخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك: وإني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى لي، ورؤيا أمي التي رأت ..... " ، موضحا أن المطالع لسيرة السيدة أمنة بنت وهب يجد نفسه أمام شخصية فريدة من نوعها، يكفيها شرف أن خصصها المولى من الأزل أن تكون الوعاء الطاهر المؤهل لحمل السيد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
        وأضاف العزمي : أن كلمات السيدة أمنة التي خاطبت بها ابنها السيد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لأقوى دليل وبرهان قوي عبرت بها على من يتطاولون على ذاتها الشريفة، واتهموها زورا وبهتانا بما ليس فيها، لتبين عقيدتها ودينها، رسالة أرسلتها عبر الزمان لتخرس كل من تسول له نفسه المريضة النيل من مكانتها السامقة التي لا تدانيها فيها أحد ، 
موضحا أن الهدف من وراء كل هذا النيل هو من مكانة السيدة آمنة ليس إلا حقدا وكرها في رسولنا العظيم صلى الله عليه وآله وسلم، وليعلم القاصي والداني أن الكلام في حق والدي المصطفى، والسيد أبو طالب بن عبد المطلب قضية مقصودة، ورائها أهداف وأموال تنفق لمحو هذا الدين، وطمس ذكر النبي وآل بيته الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا شغلهم الشاغل، فلا يوجد سبيل أو فرصة للنيل من هذا الدين إلا وسعوا إليها، وأكبر دليل على ذلك ما حدث في كربلاء، كان جل هدفهم أستأصال ذرية النبي وآل بيته وبتر النسب الشريف، ولكن أمر الله نافذ رغم أنف الكافرين، قال تعالى: (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)[الصف:8] ، فهناك تعمد في إخفاء كلمات السيدة أمنة، وهذا ما بينته السيدة زينب حينما خاطبت يزيد بن معاوية، وفضحت مخططات التآمر على الإسلام، متماثلا في التآمر على النبي وعلى آل البيت في مجلس عام ، وفي عقر داره لا تخشى في الله لومة لائم قائلة: "..... فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا تدرك أمدنا، ولا ترحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد ...."، ليس هذا فحسب بل أكده أيضا مولانا الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه حينما قال: " كل حقد حقدته قريش على رسول الله أظهرته في، وستظهره في ولدي من بعدي"، فكل من يحارب أهل البيت فهو في الحقيقة من بني أمية وروحه أموية.

       وفي ذات السياق قال محمد عبد الحليم - الصحفي بالملف المجتمعي في موقع "العين الإمارتية" - ، إن الكلام عن السيدة زينب بنت سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ، له ذوق ومكانه عالية لا يتذوقه إلا أهل الذوق العالي، لكننا إذا أحببنا أن نوسع الدائرة في الحديث عنها لغير المسلمين فماذا سنقول عنها؟  فغير المسلمين عندهم أزمة معروفة منذ زمن بعيد وهي عدم وجود القدوة لديهم، وهذا ما أكده المؤتمر الذي عقد عام 673 ميلاديا في فرنسا، وكان المحور الرئيسي لهذا المؤتمر: "هل المرأة إنسان أم حيوان؟"، وتوصلوا في نهاية مؤتمرهم إلى أن المرأة إنسان لكن ليس لها أي حقوق، وظلوا على هذا العام حتى عام 1882، وبدأوا من بعد هذا العام في إعطاء بعد الحقوق لها، ولم تنل حقوقها حتى بدايات الستينات من القرن الماضي، وظلوا يبحثوا عن أيقونات للنساء في شتي المجالات ليقدموها لمجتمعهم، وعلى العكس كانت المرأة في ظل الإسلام لها من الحقوق، ما لم تحصل عليه أي أمرأه في الغرب حتى وقتنا هذا، وأكبر دليل على هذا ما قامت به السيدة زينب في عصر كانت المرأة متاع لدى الغرب، وليس لها قيمة ولا حقوق، حيث خاطبت يزيد بن معاوية وهو ملك في صولجان ملكه أمام حاشيته بشجاعة وثبات منقطع النظير، من تهديد ووعيد وقوة وإباءه، رغم الظروف المحاطة بها من قتل غالبية أهل بيتها، وبهذا تعد السيدة زينب أيقونة للغرب والشرق.

       وأضاف عبد الحليم: وإذا أحببنا أن نقدم السيدة زينب لعامة المسلمين فسنجد فيها القدوة في كل مراحل حياته من كونها حفيدة مع رسول الله، وابنة مع أمها السيدة فاطمة عليها السلام ، ووالدها الإمام علي عليه السلام حيث حملت أعباء بيت والدها بعد انتقال والدتها السيدة فاطمة سلام الله عليها، ونعم الأخت لأخويها الإمامين أسيادنا الحسن والحسين عليهما السلام ، وهذا ما تجلى واضحا في شموخا وثباتها في حادثة كربلاء، وهذا ما يجب أن نربى عليه أبناءنا أن يقتدوا بأهل البيت.
        ويكمل: وإذا أردنا أن نقدم السيدة زينب للمصريين، فسنجد أن هناك علاقة قوية بين السيدة زينب والمصريين، فإنها لم تختار بلد تذهب إليه بعد تخييرها أن تختار بلد غير مكة والمدينة فاختارت مصر، وعندما علم المصريين بقدوم السيدة زينب لهم، لم ينتظروا قدومها ، بل خرجوا يستقبلونها في منطقة بلبيس بمحافظة الشرقية، واستقبلها والي مصر وأهل مصر استقبالا رائعا ، لم يسبق له مثيل، حيث فرحوا كثيرا بقدومها، وذلك حبا في جدها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأهل  بيته وتبركا بنسبها الشريف، ومشهد الترحاب بها خلده التاريخ بأحرف من نور، مشيرا إلى أن أهل البيت عرفوا بالكرم والفضل ففرحت السيدة زينب بهذا الترحيب والتقدير والتبجيل فدعت لأهل مصر بهذا الدعاء: " يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجا ومن كل ضيق مخرجا"، ستظل هذه الدعوات المباركات حصنا وملاذا لكل المصريين، فقد حظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب عنها لأهل مصر، وظل وسيظل مقام السيدة زينب بمصر ملجا وملاذ لكل المصريين، ستظل دعوات السيدة زينب تتوارثها الأجيال .


       واستطرد: وإذا حدثنا آل العزائم عن السيدة زينب، فإن الإمام أبا العزائم قدس الله سره، خاطبها بألقابها التي يعرفها المسلمين بها، لكنه خاطبها بلقب جديد لم يعرف من قبل وهو "زينب الفضل"، فعندما أراد الإمام أبوالعزائم أن يقطن في حي السيدة زينب، ذهب إليها طالبا منها الإذن بذلك، فترجم الإمام ردها عليه قائلا:
 الفضل في حينا للوافدين لنا     وأنت خصصت يا ماضي بألطاف
وفي بحار العطايا قد أمرت ومن   بحر النبوة فاشرب راحنا الصافي

       فمكانة السيدة زينب في قلوب ووجدان كل فرد من آل العزائم، ورثوا هذ الحب من مولانا السيد أبوالعزائم، فهي مقصد كل المحبين والعاشقين فهنيئا لكل آل العزائم بحب السيدة زينب سلام الله عليها.

رأي الدكتور مصطفى محمود في تراث الإمام أبي العزائم

والإمام أبو العزائم يقول هذا الكلام عن علم كشفي لدني، وهو في نظري كنز لم يكتشف بعد، وقطب ينافس الفحول فكرا وعلما وسلوكا، وشعره لا يخضع للمواصفات الفنية للشعر، وإنما هو شفرة ورموز عرفانية عالية يفهم منها كل واحد على قدر حظه. ونحن ما قدمنا من علم الرجل إلا نقطة من بحر .....