تحققت عناية ٱلله تعالى، من ٱلبدء إلى ٱلنهاية بمراده ٱلمحبوب، وفرده ٱلمطلوب فصاغ جوهر نفسه ﴿صلى الله عليه وآله وسلم ﴾ من نوره ٱلمنسوب إليه، وأقامه فى مقام ٱلمواجهة، وأقبل سبحانه عليه، فكان ﴿صلى الله عليه وآله وسلم ﴾، ولا وجود لروح ولا ملك، بل ولا محيط ولا فلك، مواجها بأنوار ٱلعزة وٱلجبروت، مجملا بحنانة منازلة ٱلنعموت . كما قال ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ لجابر، جوابا على سؤاله ٱلمتواتر : « خلق نور نبيك من نوره يا جابر » .
فهو ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ سيدنا ومولانا وحبيبنا محمد رسول ٱلله، ٱبن كنز هذه ٱلدرة ٱليتيمة ٱلذبيح عبد ٱلله، بن شيبة ٱلحمد عبد ٱلمطلب ٱلذى حفر زمزم ومولاه والاه، بن هاشم ٱلذى هشم ٱلثريد لزوار بيت ٱلله، بن قمر ٱلبطحاء عبد مناف ٱلذى نطق بالحكمة وٱقتدى ٱلعرب بهداه، بن قصى ٱلذى بعد مع أمه وٱلله أرجعه إلى ٱلحرم وفيه رقاه، بن حكيم وسمى بكلاب لأنه كان فارس ٱلحرم يحمى حماه، ويصطاد بالكلاب ليطعم من داناه ، بن مرة ٱلذى قهر بالحكمة من عاداه، بن كعب ٱلذى جمع ٱلله به قلوب ٱلعرب فى يوم ٱلعروبة من كل أسبوع ليذكرهم ببعثة رسول ٱلله – وهو ٱلذى سمى يوم ٱلعروبة بالجمعة ليجمع ٱلعرب للدعاء وٱلمناجاة، وبشر بأن ٱلنبى ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ من ولده وبأنه خاتم رسل ٱلله، وكان ينشد بعد حث ٱلعرب على ٱتباعه وٱلإيمان به .
يا ليتنى شاهدت فحواء دعوته حين ٱلعشيرة تبغى ٱلحق خذلانا .
ٱبن لؤى بن غالب بن فهر وسمى قريشا لأنه كان يبحث عن ٱلمحتاج فيعطيه مناه، وإليه تنسب قريش لأنه قرش ٱلمحتاجين ووسعهم بنعماه، بن مالك لأنه ملك ٱلحرم وما حواه ، بن ٱلنضر وٱسمه قيس بن كنانة ، وهو ٱلذى جمع قريشا بحكمه وجدواه . بن خزيمة بن مدركة بن إلياس، وإلياس أول من أهدى ٱلبدن للبيت فاستنت ٱلعرب بهداه، وسمع فى صلبه تلبية ٱلنبى ﴿صلى الله عليه وآله وسلم ﴾ بالحج سامعا دعاه ٱبن مضر بن نزار، وسمى نزارا لشهود نور ٱلنبى ﴿صلى الله عليه وآله وسلم ﴾ بين عينيه فشكر أبوه ٱلله، وأطعم ٱلعرب وقال : ( هذا ٱلطعام نزار – أى قليل – فى جانب ما منحنا ٱلله) ٱبن معد بن عدنان ، وإليه ٱنتهى عقد ٱلنسب ٱلشريف شرعا وما تعداه .
وفى ٱلحديث عن ٱبن عباس رضى الله عنه أنه ﴿صلى الله عليه وآله وسلم﴾ كان إذا ٱنتسب لم يجاوز معد بن عدنان، وصاحب مسند ٱلفردوس رواه . وينتهى نسبه ٱلشريف ﴿صلى الله عليه وآله وسلم ﴾ إلى سيدنا إسماعيل ٱلذبيح حقا، وغير هذا ٱلقول لا نرضاه .
عقد مجد وسؤدد وفخار |
كوكب ٱلعقد حضرة ٱلمختار |