تلقيه رضى الله عنه عن مشايخ طرق السادة الصوفية

05/03/2021
شارك المقالة:

لقد تلقى الإمام عن مشايخ الطرق، ليشهد الكل أن الطريق إلى الله تعالى واحد، وأن الكل على خير طالما يدعون إلى خير، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها التقطها.

تعلم الإمام من الكل فأفاض الله عليه من علمه اللدنى ببركة تواضعه وحبه الكبير وحرصه العظيم على كل وارده وشاردة فى العلم. إن الرجل الكامل هو الذى لا يحقر رجلاً ولا يضيره أن يأخذ ممن هو أقل منه علماً.

إن الطريق إلى الله واحد والداعون إليه كثير، فأكد الإمام هذا المعنى حتى نكون أخوة متحابين لأنها مشارب وأذواق. 

ومما قاله الإمام رضوان الله عليه عن السند المتصل الذى أخذ عنه الطريق إلى الله تعالى  [1]:

 الحمد لله الذى نظر بعين العناية لأهل الخصوصية فجملهم بحلل الهداية، ومنحهم التوفيق والإقبال على ذاته العلية بإخلاص، والصلاة والسلام على شمس الهداية، صراط الله الحق المسقيم، الدال على الله بالله، وحصن الأمن الحصين الذى من خالفه ضل وغوى ومن اتبعه أحبه الله وهداه، سيدنا محمد، عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وورثته وسلم..وبعد:

فإنى والحمد لله على نعمائه وإحسانه قد أكرمنى الله تعالى بصحبة رجال من أهل العلم والعمل والحكمة والحال، وتلقيت عنهم بعد أن تلقيت العلم الشريف بالأزهر ومدرسة دار العلوم ببلاد مصر، فتلقيت بالأزهر الشريف الفقه على مذهب الإمام مالك، والعقائد على أصول أهل السنة، والأخلاق على طريقة الإمام الغزالى، وتفسير القرآن الشريف وعلم الحديث رواية ودراية، ثم تلقيت عن أئمة الطريق شرح مقامات اليقين وشرح الأوراد والأذكار الواردة عم أئمو الطريق شرح الأوراد والأذكار الواردة عن أئمة الصوفية، واجازنى بذلك أكثر مشايخى.

(1) وقد أجازنى بطريق السادة القادرية:

سيدى السائح الزاهد الصوفى بير محمد البخارى بمدينة المنيا سنة 1312هـ ، وهو تلقاها عن شيخه السيد على القادرى، عن أبيه وشيخه السيد عبد القادر القادرى، عن أبيه وشيخه السيد أبى بكر، عن أبيه وشيخه السيد إسماعيل، عن أبيه وشيخه السيد عبد الوهاب، عن ابيه وشيخه السيد نور الدين، عن أبيه وشيخه السيد درويش، عن أبيه وشيخه السيد حسام الدين، عن شيخه وابن عمه السيد أبى بكر، عن أبيه وشيخه السيد يحيى، عن أبيه وشيخه السيد نور الدين، عن أبيه وشيخه السيد ولى الدين، عن ابيه وشيخه السيد زين الدين، عن ابيه وشيخه السيد شرف الدين، عن ابيه وشيخه السيد شمس الدين، عن أبيه وشيخه السيد محمد الهتاكى، عن أبيه وشيخه السيد عبد العزيز، عن أبيه وشيخه السيد قطب العارفين ومرشد السالكين السيد عبد القادر قدس الله سره، عن شيخه أبى سعيد المبارك المخزومى، عن شيخه العكاوى، عن شيخه أبى فرج الطارطوسى، عن شيخه عبد الواحد التميمى، عن شيخه أبى بكر الشبلى، عن شيخه أبى القاسم الجنيد البغدادى، عن شيخه السرى السقطى، عن شيخه معروف الكرخى، عن شيخه أبى المحاسن على ابن موسى الرضا، قال حدثنا الإمام موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه على زين العابدين عن أبيه سيد شباب أهل الجنه وقرة أهل السنة الإمام الحسين عن أبيه أمير المؤنين على بن أبى طالب رضى  الله تعالى عنه، قال: حدثنى حبيبى وقرة عينى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: جبرائيل عليه السلام، قال: سمعت رب العزة جل جلاله يقول: لا إله إلا الله حصنى فمن قالها دخل حصنى ومن دخل حصنى أمن من عذابى. وبالسند المتقدم إلى الشيخ معروف الكرخى عن شيخه داوود الطائى عن شيخه حبيب العجمى عن شيخه حسن البصرى عن شيخه الإمام أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام عن رب العزة جل جلاله.

(2) وتلقيت الطريقة النقشبندية: 

من عدة فروع كلها ترجع إلى الإمام سلمان الفارسى عن الإمام أبى بكر الصديق رضى الله عنه أو إلى الإمام أمير المؤمنين علىّ عليه السلام. ولما كان المراد إثبات رجال السلسلة، أحببت أن أختصر على سند الرجال المتصل بسند الإمام سيدنا على عليه السلام. ولما كانت آداب السلسلة النقشبندية أن يبتدئوا بالسلسلة من أعلاها- ورعاية الآداب واجبة فى طريق الله تعالى- لزمنى أن أقتدى بأئمة الطريق فيما وضعوه لحفظ سند العلم والطريق:

السند: اللهم أنت ذو الفضل العظيم، فأسألك بحبيبك ومصطفاك سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم أن تلحقنا بنسبه الروحانى، وأن تنظمنا فى عقد معيته المحمدية التىبينت أهلها بصفاتهم فى آخر الفتح، وبجاه لسان حكمته وترجمان علمه أمير المؤمنين سيدنا عليه السلام، وبعلوم وارث تلك الأسرار الإمام الحسن البصرى رضى الله عنه وبإخلاص سيدنا حبيب العجمى رضى الله عنه، وبصدق سيدنا داوود الطائى رضى الله عنه، وبجذبة سيدنا معروف الكرخى رضى الله عنه وبصفاء الإمام سيدنا سرى السقطى رضى الله عنه وبأنوار سيد الطائفه الشيخ جنيد القواريرى البغدادى رضى الله عنه، وبمحبة سيدنا الشيخ أبى على الروزبارى رضى الله عنه، وبحرمة سيدنا الشيخ أبى على الكاتب رضى الله عنه، وبوفاء سيدنا الشيخ عثمان المغربى رضى الله عنه، وبمقام سيدنا الشيخ أبو القاسم الجرجانى رضى الله عنه، وبحق سيدنا الشيخ ابى بكر النساج رضى الله عنه، وبسيدنا الشيخ أحمد الغزالى رضى الله عنه، وبسيدنا الشيخ أبى النجيب عبد القادر السهروردى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ عمار ابن ياسر رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ روز بهان البقلى رضى الله، وسيدنا الشيخ أبى الجناب عمر ابن محمد نجم الدين الكوبرى رضى الله عنه وسيدنا الشيخ مجد الدين رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ على لالا القرنوى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ جمال الدين أحمد الجورفانى رضى الله عنه وسيدنا الشيخ عبد الله العربى رضى الله عنه وسيدنا الشيخ علاء الدوله السمنانى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ شرف الدين محمود مزدفانى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ أمير سيد على همدانى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ إسحاق الخثلانى رضى الله عنه وسيدنا الشيخ عبد الله البزرش أبادى رضى الله عنه وسيدنا الشيخ رشيد الدين محمد البداوازى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ الحاجى محمد الخيوشانى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ كمال الدين حسين خوارزمى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ يعقوب الصيرفى وسيدنا إمام الألف الثانى الشيخ أحمد الفاروق السهرندى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ محمد سعيد السهرندى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ محمد عابد السنامى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ شمس الدين حبيب الله مرزا مظهر جان جانان الشهيد الدهلوى رضى الله عنه، وسيدن الشيخ عبد الله الدهلوى رضى الله عنه، وسيدنا الشيخ أبى سعيد المجددى رضى الله عنه، عن شيخى وأستاذى الشيخ الغريب محمد الخوقندى السائح: تلقيت عنه هذا الطريق الشريف وأنا على الباخرة بين السويس وجده سنة 1314هـ وأنا مسافر لشرق السودان، وكان نفعنا الله بعلومه مهاجراً إلى المجاورة إلى حرم الله تعالى، صحبته اسبوعاً وكان معى أخى فى الله الشيخ محمد الصبيحى.

وتلقيت هذا الطريق الشريف بسند آخر من حافظ عثمان الموصلى بمقام الشيخ إبراهيم الدسوقى الولى الشهير ببلاد مصر، ثم توجهت إلى أسوان من بلاد مصر مهاجراً إليها وصحبنى فى أسوان شهوراً. وتلقيتها قبل بلوغى من سيدى ووالدى السد عبد الله محجوب ماضى بالسند المتصل بسيدنا سلمان الفرسى رضى الله عنه وعنا وعن الصديق الأكبر سيدنا ابى بكر رضى الله عنه.

وصحبت كثيرأ فى سياحتى وتلقيت عنهم اللطائف والتوجهات ومراقبات الطريق بأسانيد متعدده، وتلقيت عنهم كشف غوامض من أسرار العلم الربانى ثبت الله به فؤادى.

وأنا الخويدم المسكين الخائف من ذنوبى، الطامع فى الله تعالى، المتوسل إلى الله تعالى بحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وآله ,وأصحابة وأئمة الهدى أن يغفر لى ذنوبى ويتوفانى مسلماً ويلحقنى بالصالحين، وأن يجعل لى وأهلى وأحبابى وأخوانى قسطاً وافراً من ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعظم حظ من أسرار أئمة الهدى من السلف الصالح، وأن يجدد بنا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلى بنا كلمته ويجعلنا أنصاراً للحق بالحق ويعيد لنا مجد سلفنا الصالح تمكيناً فى الأرض بالحق وقياماً للحق وشهادة للحق ولو على أنفسنا.

(3) وقد أجازنى بالطريقة التيجانية:

سيدى السيد مسعود الحسنى الإدريسى الفاسى عن نجله الأستاذ عن الأستاذ رضى الله عنه فى أواخر سنة 1313هـ بسواكن.

(4) وأجازنى بطريق السيد أحمد بن إدريس:

القطب الشيخ محمد أحمد الدرناوى بالمنيا سنة 1311هـ.

(5) كما أجازنى بالطريقة الرفاعية:

سيدى غانم الخشاب سنة 1297هـ.

(6) وأجازنى بالطريقة الأحمدية:

سيد الشيخ أحمد الضرير سنة 1312هـ.

(7) وتلقيت الطريقة الخلوتية:

عن السيدى السيد يوسف الشرنوبى وسيدى الشيخ إبراهيم الخانكى وسيدى الشيخ محمد عبد الجواد.

(8) وأجازنى بطريق الإمام الغزالى:

سيدى الغريب محمد الخوقندى نزيل مكة المشرفة سنة 1315هـ .

(9) وتلقيت شرح بعض الأحوال المشهورة لأكابر الأئمة عن والدى رحمه الله تعالى

(10) وأجازنى بالطريقة الشاذلية:

سيدى الإمام العالم الفاضل: حسين حسن الحصافى بسنده عن الإمام سيدى الشيخ عليش مفتى المالكية بالأزهر الشريف، عن الإمام الأمير الصغير، عن الإمام الأمير الكبير،

عن الشيخ أحمد الجوهرى الخالدى، عن الشيخ عبد الله بن محمد القصرى الكنكى المغربى،عن سيدى عبد الله بن إبراهيم الشريف العلمى،على سيدى على بن أحمد الأنجيرى، عن سيدى ابن مهدى عيسى بن أبى محمد محمد الحسن بن عيسى المصباحى، عن سيدى أبى عبد الله محمد الطالب، عن سيدى أبى محمد عبد الله القزوانى، عن سيدى أبى محمد عبد العزيز التباع، عن سيدى أبى عبد الله محمد الجزولى صاحب دلائل الخيرات، عن سيدى محمد أمغاز، عن سيدى أبى عثمان سعيد الهنتانى، عن سيدى عبد الرحمن الرجراجى عن الشيخ أبى الفضل الهندى، عن الشيخ عينوس البدوى راعى الإبل أويس زمانه، عن شيخ الإسلام الإمام القرافى، عن سيدى أبى عبد الله المغربى السائح دفين دمنهور البحيرة، وهو عن قدوة الصالحين ومجمع طرق السالكين وخلاصة صفوة العصابة الهاشمية وذروة عزة شجرة ثمرة الشجرة النبوية تاج العارفين وإمام الواصلين أبى الأقطاب الذى أطلعه الله تعالى على جميع أتباعه وهم فى الأصلاب الفرد الغوث الجامع سيدى أبى الحسن الشاذلى على عبد الله عبد الجبار ابن إبراهيم الشريف الإدريسى الحسنى الفاطمى العلوى صاحب الطريق ومظهر لواء التحقيق، ولد رضى الله عنه بالمغرب الأقصى سنة 593هجرية وتوفى بصحراء عيداب جهة صعيد مصر وهو قاصد الحج فى شوال سنة656 هجرية، وهو أخذ عن أبى محمد عبد الرحمن بن الحسين الشريف الحسنى العطار المدنى نسبة لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم المشهور بالزيات لمسكنة بحارة الزياتين بالمدينة، وهو عن سيدى عبد الله السامرى، عن الأستاذ أبى بكر الشبلى دلف بن جحدد، وهكذا روى فى سند الأشباح وفيه مقال، وهو عن سيد الطائفة أبى القاسم الجنيد محمد القواريرى البغدادى توفى سنة 277هجرية، وهو عن خاله أبى الحسن السرى السقطى مات ودفن بالشونيزية عام 253 هجرية، وهو أخذ عن أبى محفوظ معروف بن فيروز الكرخى مات ببغداد سنة 200هجرية، وهو عن أبى سلمان داود بن نصير الطائى مات بالكوفة سنة 166 هجرية، وهو عن سيدى حبيب العجمى، وهو أخذ عن السيد الجليل أبى سعيد الحسن البصرى التابعى، وهو عن سيدنا ومولانا السبط الشهيد سيدنا الحسن عليه السلام، وهو عن والده سيدنا ومولانا أبى تراب على بن أبى طالب عليه السلام وكرم الله وجهه، وهو عن سيد الكائنات سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.


[1]    كتاب (نيل الخيرات بملازمة الأدعية والصلوات على الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم) للإمام المجدد السيد محمد ماضى أبى العزائم. الطبعة الخامسة (1341هـ) ص 77، مطبعة المدينة المنورة.

قطوف من حياة سيد الشهداء فى ذكرى استقرار رأسه الشريف بالقاهرة

مع واحد من أبرز نجوم أهل البيت المتلألأة فى كل جوانب العظمة الإنسانية ، ملهم للأحرار على مدار التاريخ البشرى ، مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وعلم وذخر ، هو سيد شباب أهل الجنة وجده سيد المرسلين وخاتم النبيين وجدته المخصوصة بالسلام من رب العالمين ، والده إمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأمه السيدة الزهراء سيدة نساء العالمين