ولما بلغ ثلاث وأربعين عاماً أملى كتاباً اسمه( أصول الوصول لمعية الرسول صلى الله عليه وسلم ) بدأه بمقدمة ذكر فيها المنن التى أنعم الله بها عليه فيما مضى من حياته، فحدّث عنها من باب قوله تعالى : (وأما بنعمة ربك فحدث) [1]، فهذه هى صفاته ، واخلاقه ، وسيره وسلوكه إلى الله عز وجل متخلقا ًبأخلاقه وأخلاق نبيه الكريم، فقال: مما منّ الله به عليّ أن جعلنى الله فى طفولتى محبوباً لوالدىّ وأهلى جميعاً، وأدام عليا هذه النعمة إلى وقتنا هذا، فأشكره وأسأله المزيد.
ومنها أن حفظنى من أن أخاصم أحداً أو يخاصمنى أحداً أو أن أسيىء جليسى وإن أساءنى، وأن أخطئه وإن أخطأ أو أكذبه وإن كذب، أو أواجهه بقبض وإن واجهنى بحده، ولكنى والحمد لله أنتهز فرصة صفائه ثم أعظ بالمعروف أو ألوح مع الأحتياط . ومنها أنى أحب الخير لأهلى جميعاً وأقدمهم على نفسى مما خير فى الدنيا، وأحب الخير لكل مسلم ولو كان مذنباً ، وأتألف العصاه وأشوقهم إلى الله تعالى وأحببهم إلى رسوله صلى الله عليه وسلم وأتمنى لكل كافر أن يكون مسلماً ، وأبذل فى ذلك مالى وجاهى. ومنها حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأعتقاد أنهم أئمة حقاً وأن أعمالهم عن إجتهاد فى دين الله وإخلاص فى ذاته سبحانه وإعلاء لكلمته، وخصوصاً الأئمه الهداه من الخلفاء وبقية العشرة وأهل الصفة وبيعة الرضوان وبدر وأحد وكل من رأى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً. وأحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم فى أرفع المراتب من قلبى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب التابعين وكل السلف الصالح، ثم أحب كل مسلم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم ما دام قلبه معقوداً على التوحيد، وأكره الأعمال التى تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع حسن الظن بالله تعالى أن يغفر لكل من مات لا يشرك به شيئاً. ومنها أن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغت منى مبلغاً حتى كاشفنى الله ببعض معانيه صلى الله عليه وسلم الباطنة والظاهرة ، وألهمنى سبحانه جملاً فى الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومنها أنه سبحانه منحنى الغيرة على السنة وتفضل علىّ بجمال الحكمة ، حتى كانت الغيرة لا تخرجنى عن الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وتشويق عباد الله إلى القيام بأحكام الله بترغيبهم فى عفو الله ورحمة الله وكشف ما أنعم الله به عليهم.
ومنها أنه سبحانه وتعالى منّ علىّ بمعانى حقيقتى التى هى كمال العبودة، وألهمنى بذلك حسن تملق وابتهال وتضرع بعبارات ألهمنيها من أدعية وأحزاب واستغاثات من مكاشفتى رتبتى من الذل والفاقه والاضطرار والمسكنة.
ومنها أنه سبحانه وتعالى حببنى فى الفقراء وجعلنى ذليلاً لهم محباً لمجالسهم نفوراً من مجالس أهل الدنيا والأمراء والرساء.
ومنها أن تفضل الله على بأن جعلنى محبوباً عند أحبابه الطالبين لجنابه العلى، مألوفاً للعباد العاشقين للعلوم النافعة.
ومنها أنه سبحانه منّ علىّ بأنّ كثيراً من أهل المعرفة يقتدون بى فى قولى وحالى وعملى، ورفع ذكرى بين كثير من عباده وأنا الجاهل الفقير الضعيف.
ومنها أن الله تعالى منحنى الفقه فى كلامة العزيز وكلام نبيه الكريم، وعلماً بطرق الأئمة ومعرفة النفوس.
ومنها أنه سبحانه من على بمواجيد عن عين اليقين فى علوم اليقين من غوامض علوم التوحيد وروح حكمة التشريع، ومنّ علىّ سبحانه بالمعونة فى أن أبين تلك المواجيد بالعبارة وأضبتها بالكتابة ومنّ علىّ سبحانه بمن أنعم بالمحبين له سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم فتلقوا عنّى تلك المواجيد وهم كثير مع قلتهم.
ومنّ علىّ بشقيقى السيد محمود ، ومنّ علىّ بأبى الحمائل وولدى محمود [2] وأخوته[3] ، وقد تفضل فمنّ علىّ سبحانه بأن حفظنى وحفظ أهلى وإخوانى من شرور الأشرار ومن فتن الحساد أذية الفجار، مما كان لا قِبل لى به.
ومنها أنه سبحانه جعلنى من الذين يَألفون ويُؤلفون، وحفظ على أوقاتى بأن تصرف إلا فى عمل فى الدنيا لكفاف أو عمل يعيننى عليه بتوفيق أظن أنه فيما يرضيه.
ومنها أن نفسى كلما تاقت إلى معصية صغيرة أو كبيرة منعنى الله تعالى عنها وحفظنى منها بهداية منه وتوفيق.
(وإن تَعُدوا نعمة الله لا تُحصوها والله ذو الفضل العظيم) [4].. أشكره على منن لا تفى بها العبارة ولا تعينها الإشارة مما هو له ولست له أهل إلا بفضل الله ورحمته. وأسأل الله تعالى أن يجازى عنا نعمته الكبرى علينا وفضله العظيم لنا: سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم خير الجزاء بصلاة ذاتية وتحيات ذاتية وتسليمات ذاتية، وعلى آله وصحبه وورثته وسلم.. والله أعلم.
ومن وصايا الإمام التى نتعلم منها منهجاً خاصاً بالأخلاق والتخلق بأخلاق الله تعالى وأخلاق رسوله صلى الله عليه وسلم ينصح الأمة ويوصى فيقول[5]:
أصحاب رسول الله هم الأئمة الذين بالتشبه بهم تكون النجاة ونيل الفلاح والرضوان الأكبر فى الدنيا والأخرة. ومعلوم ما كانوا عليه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم من قساوة القلب وسوء الأخلاق وشح النفوس وعبادة الحظ والهوى واتباع خطواط الشيطان، مما كان راسخاً فى طباعهم منقوشاً على قلوبهم، يقتل الرجل منهم ليحافظ على أرذل رذيلة وقد تأخذه حمية الجاهلية لكلمة يسمعها فيقتل أكثر القبيلة، حتى أكرمهم الله تعالى بإشراق تلك الشمس المحمدية، فبدلت تلك الرذائل بالفضائل، فتخلقوا بأخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشبهوا به صلوات وسلامه عليه تشبهاً جعل كل واحد منهم صورة كاملة طبق الأصل، حتى كان الرجل منهم رضى الله عنهم يسأل عن أعماله صلى الله عليه وسلم الخصوصية فى خلوته وقضاء حاجته ونومه وكيفية ذلك مما لم يتمكنوا من شهوده. وبلغت بهم المحافظه على التشبه به صلى الله عليه وسلم مبلغاً به يرون من يخالفه صلى الله عليه وسلم ولو فى حركة الجسم وفى كيفية الأكل والشرب والباس منافقاً – وهو مشهد أهل العزائم – ومأخذهم فى ذلك قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) [6]. وقد طالبنا الله تعالى بما طالب به رسله عليهم الصلاة والسلام فى كتابه، فيرون عمله صلى الله عليه وسلم بحسب مراتب السنة والتشبه به صلى الله عليه وسلم واجباً أو كالواجب. لا تسال كيف بدل الله تلك السيئات بالحسنات وكيف رقاهم إلى أن صاروا مع أنبياء الله ورسل الله تفهم يا أخى قدر مجاهدتهم لأنفسهم وقهرهم لها على الممارسة إلى التشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلهم النفس والنفيس فى هذا المقام العلى، حتى اقتطعهم الله لذاته العليه، وأشرف بهم على قدس عزته وجبروته، وأشهدهم ملكوت السموات والأرض مشهداً جعل الدنيا فى أنفسهم كأجناح البعوضة أو أقل وكذلك
أهل العناية من الله تعالى السالكون سبيله سبحانه وتعالى الراغبون فيما عنده، يهب الله لهم مواهب فضله العظيم ويردهم الله موارده الهنية، فيقهرون أنفسهم قهراً على التشبه بأصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم بوجد صادق وعزيمة ماضية وهمة إسلامية، حتى يبدل الله له سيئاتهم حسنات، فيكون أبدال أنبياء الله عليهم السلام وورثه لرسل الله على نبينا وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ويبلغ به حرصهم على التخلق بأخلاق الله تعالى والتشبه بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغاً يكون السقوط فى النار عند أحدهم أحب إليه من مخالفة الله سبحانه ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لا تظن يا أخى أن الإنسان يفارق بشريته أو يخرج من حظه وهواه، فإن الهوى والشح والرأى لا تفارق الإنسان مهما كمل فى نوعه وأقبل بالإخلاص على ربه.. إنما هى مشاهدة قدسية من عين اليقين أو علم اليقين تجعل المؤمن لا يطيع شحه (وإن دعاه موجب قاهر) ولا يتبع هواه(وإن بعثه عليه مقتضى دافع ولا يعجب برأيه (وإن عظم فى نفسه وعند غيره) . والعبد المؤمن لاينفك جهاده نفسه فى ذات الله، لأنها أعدى عدوه ولها دسائس أخفى من دبيب النمل على الصخرة الصماء فى الليلة السوداء ويسعر نار طبعها العدو إبليس بلمته عليه لعنة الله، ولا يزال يجاهده غيره فى الله تعالى وفى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مطالب بهذا الحق لكل مسلم أمام ربه جل جلاله الذى يكون قاضيا، وأمام رسوله صلى الله عليه وسلم الذى يكون شاهداً، فإن أهمل فى ذلك كان تحت رحمة الله إن شاء رحم وغفر وهو الغفور الرحيم.
ومن ظن أنه تجاوز مقام المجاهدة لنفسة ظن شراً، ولا تنتهى مجاهدة المسلم نفسه إلا عند الغرغرة ( الوقت الذى لا ينفع فيه عمل) أو إذا سلب العقل الذى به التكليف. قال تعال: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) [7]، فدواعى الشح والهوى والرأى سور من حديد محاط بكل إنسان يكان يمزق أعضاء الإنسان إن لم ينفذ مقتضاه لولا عصمة الله تعالى للمسلم لهوى به شحه وهواه ورأيه إلى الحطمه. قال تعال: (ومن يعتصم بالله تعالى فقد هدى إلى صراط مستقيم) [8]، وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً) [9]، وقال الله تعالى : (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [10]، فالرأى والهوى والشح لوازم الإنسان، إنما القبيح فيها أن ترى شحاً .
مطاع وهوى متبع وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فإذا رأيت ذلك يا أخى فى الناس فجاهد نفسك أعانك الله كل المجاهدة أن تفارقهم وإن كنت معاشرهم وأن تخالفهم وإن كنت فى الظاهر توافقه مداراه عن عرضك ونفسك.
واخذر يا أخى أيدنى الله وإياك أن تتخذ هواك إلهاً يعبد من دون الله، أو تجعل رأيك تعمل به دون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تطيع شح نفسك مخالفاً لوصايا الله سبحانه ووصايا رسوله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك هو النفاق العلمى العملى نعوذ بالله من النفاق واعلم يا أخى ودنى الله وإياك بوده أن مراد الحق منك هو عين السعادة الحقيقية لك، وبه نيل رضوانه الأكبر إذا وفقك لقيام به فضلاً منه وكرماً ، وإن لم يوفق الله الإنسان – نعوذ بالله من حرمان التوفيق- وعمل بهواه وشحه ورأيه، كان ذلك دليل غضب الله على الإنسان: أعوذ بوجهه الجميل من غضبه.
فابحث يا أخى- هدانى الله وإياك صراطه المستقيم- عن آثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخلاقهم وأحوالهم وأعمالهم، وجاهد نفسك كل المجاهدة أن تتشبه بهم حتى تكون صورة كاملة ينظر الله تعالى إليك، ويقبلك رسوله صلى الله عليه وسلم، وتكون من أهل معيته الذين وصفهم الله وأثنى عليهم فى آخر الفتح.
وإياك يا أخى أن تقلد غير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيته يا أخى من بعض الرجال الذين أكرمهم الله فى كل عصر بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتقد أنه فضل من الله خاص بمن تفضل الله به عليه، وأن العبد الصالح الذى إقتطعه الله إليه فأفناه عن نفسه وحسه حتى سلب القوة التى بها التكليف ليس إماماً للمتقين ولا قدوة للسالكين يقلدون من غلبة محبته حتى محقت مكانته البشرية فى نظره هو وحجبت حقيقته الآدمية فصار لا يميز بين تعسه وشرف وفقر وغنى، حتى استوى فى نظره المؤلم والملذذ لاستغراقه فى شهود الملكوت، وتقليد هذا مع التميز والإدراك إتباعاً لخطوات الشيطان وبعد عن موارد الإحسان ومخالفة لسنة النبى المختار صلى الله عليه وسلمز
فعليك يا أخى- منحنى الله وإياك المسارعة إلى مغفرة من الله ورضوانه أن تبذل مافى وسعك فى البحث عن الرجل الدال إلى الله، الموصل إلى حظيرة القدس، المبين لسبيل الله، الممد من روحانية رسول الله، العارف الربانى الإنسان الكامل فى ظاهره وباطنه، الذى هو محل نظر الله من خلق الله.. فإذا ظفرت به فاحرص على التشبه به بقدر إستطاعتك، وتجسس يا أخى بكل ما فى وسعك عنه فى سر وعلانية، وتحسس عنه يا أخى فى جلوته وخلوته، ونافس يا أخى فى أن تكون صورة كاملة له فإن منّ الله عليك بعظيم فضله وسقاك طهوره المقدس فى الوادى المقدس، فى مقام تكون معه ويكون سبحانه معك، فجاهد نفسك اكبر المجاهدة فى ذات الله لتكون أنت حقيقة الرجل حتى تفنى فيه فناء تكون انت هو، ولديها يا أخى تكون كوكباً مضيئاً فى سبيل الدلالة ونوراً مشرقاً فى سبيل الهداية.
وقبل أن تصل إلى هذا المقام فاجعل كل همتك فى مجاهدة نفسك فإنها والله يا أخى أعدى عدوك وأكبر خصومك فإذا تخلقت بأخلاق الله وتشبهت برسول الله صلى الله عليه وسلم فاجهدها كل المجاهدة على شكر نعمى الله التى لا تحصى. وأكثر من السجود فى جوف الليل ومن المسارعة إلى نفع إخوتك المؤمنين بنفسك ومالك وجاهك إن استطعت وأعانك الله أو بفضلها على قدرك استطاعتك أعاننى الله وإياك يا أخى بروح منه.
ومتى تخلقت بأخلاق الله وتجملت بالتشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم كنت مع الله وكان الله معك فجبر كسر قلبك وجعله بيتاً معموراً به سبحانه، فتشرق أنواره القدسية من منافذ هيكل ذاتك الإنسانى، فيجعل الله لك يا أخى نوراً فى لسانك وفى عينيك وفى أذنيك وفى يديك وفى رجليك وفى أنفك وفى بطنك وفى فرجك، ثم يجعلك كلك نوراً، فتكون كما قال الله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) [11] وكما قال سبحانه وتعالى: (الله نور السموات والأرض........... إلى أن قال نور على نور) [12]،فيواجه النور الإلهى الحقى النور العبدى الحقى كما قال تعالى: (وجوه يومئذ ناضره إلى ربها ناظرة) [13]، وفى هذا المقام تقوم فيه قيامة العبد المؤمن وهو يمشى فى الناس كما قال تعالى: (أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس) [14]، وكيف لا والعبد تخلق بأخلاق ربه وتجمل بجمال التشبه بحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم.. هذا العبد والله هو الشمس التى تضىء ملكوت الله الأعلى، والنور الذى تستمد منه الملائكة الكرام، وصورة الرحمن وآية البيان. فسارع يا أخى إلى تلك المقامات العلية ولا تحجبك عنها حظوظ نفسك الدنية وزينة تلك الدار الفانية، فإنها هى الحجب الظلمانية، عصمنى الله وإياك يا أخى من الناس، وأعاذنى وإياك من الوسواس الخناس، وفتح لى ولك أبواب فضله العظيم، وأعاذنى وإياك بوجهه الكريم ومن موجب النقم.. إنه مجيب الدعاء. إن الإنسان قابل لأن تنوع أخلاقه، وبينت ذلك فى كتاب (أصول الوصول لمعية الرسول) وكتاب (معارج المقربين) وكتاب (النور المبين) وغيرها، وأقمت الحجة على ذلك فلا حاجة لإعاتها.
ولما كانت الأخلاق تتغير من سيئة إلى حسنة، ومن قبيحة إلى جميلة، ومن رزيلة إلى فضيلة.. كل ذلك بمجاهدة النفس وقهرها على انواع التزكية وتناول الأدوية المزيلة لأمراضها من يد الطبيب الروحانى العارف الربانى العالم بأمراض النفوس وأسقامها وعللها، الذى منحه الله حكمة الشريعة وأسرار أحكامها، وجعل له بصراً يبصر به فكان من المتوسمين، فإذا أراد الله بعبد خيراً من عليه بهذا العارف الربانى ومنحة التسليم له فأورده موارد الصفا وسلك به مسالك القرب وعلمه مما علمه الله رشداً حتى يعرف نفسه فيعرف ربه، ومتى عرف نفسه وعرف ربه شهد من نعم الله التى لا تحصى ومنته التى لا تستقصى ما يجذبه بكليته إلى ربه فيحب الله حباً يشغله عن كل ما سواه ومن سواه، ويسارع إلى محاب الله ومراضيه فيظهر له أن الله سبحان وتعالى يحب أخلاقه القدسية وصفاته العلية التى بها القرب منه سبحانه والوصول إليه جل جلاله، فيسارع بحول من الله وقوة لأنه عرف نفسه أنه من طين لاذب وأن مازاد على الطين فهو فضل الله ونعماه، فيقف عند حده معتقداً أنه من طينة أو ماء مهين ويشهد بقية الجمال الذى جمله الله به من الله ولله، ثم يشهد ما حولة من نعم أحاطت به وأنواع سخرت له من أرض وسموات ومعادن ونباتات وحيوانات وما بين ذلك من ملائكة وجنات ونعيم وخيرات، كل ذلك مسخر له من الله فضلاً وكرماً لا لعمل عمله إذ لاحول ولاقوةإلا بالله. وهل للماء المهين فى القرار المكين حول أو قوة؟ تنزه ذو الجلال والإكرام عن أن يكون لأحد عمل سواه، أو يكون لأحد نعمه أو منة غير الله تعالى المنعم المتفضل الوهاب الكريم، فيحب العبد المؤمن اخلاق الله تعالى، ويجاهد نفسه وهواه مجاهدة قاهرة على أن يتخلق بتلك الأخلاق المحبوبه لحبيبه ومولاه الذى من طينة أنشأه وسواه ومن ماء مهين صوره سبحانه، وبفضله العظيم والاه. وتقوى عواما محبته حتى تقهر بشريته وتضعف شهوته ولديها يمكنه أن يتخلق بالأخلاق الربانية، ويتشبه بحبيب الله، ويكون من أهل معيته المحمدية الذين أثنى الله عليهم.
ليس الأمر بصعب على من يسر الله له الخير، فإن الله جل جلاله له أخلاق جمالية يعامل بها سبحانه من يحب، وأخلاق جلاليه يعامل بها من يكره سبحانه الرؤف الرحيم الحليم الكريم المنعم المتفضل القريب المجيب الحنان المنان، وهى الأخلاق التى يعامل بها جميع خلقه فى الدنيا. قال تعالى: (ومن كفرفأمتعه قليلاً) [15]، ثم يختص المؤمن بهذا الفضل العظيم يوم القيامة، فأشتراك المؤمن والكافر فى رحمة الله فى الدنيا لتكون له الحجة على جميع خلقه يوم القيامه وليظهر سر قوله تعالى: (ورحمتى وسعت كل شىء) [16] فى الدنيا لأنها سبقت غضبه وقد خصصها للمؤمنين يوم القيامة بدليل قوله تعالى : (فسأكتبها للذين يتقون... الآيه) [17]، فهو سبحانه القهار المنتقم شديد البطش القوى المذل المانع الضار، وهى الأخلاق التى يعامل بها من يكره فالمؤمن المتخلق بأخلاق الله يجمله الله بالرأفة والرحمة والعفو والسماح والشجاعة والكرم والعفة والحنان والعطف والود والفضل والعلم والحلم والشفقة، فيعامل بها أحباب الله أهل الحق معاملة لله، ويجمله الله بان يجعله متصفأ بالقهر والجبروت والقوة والأنتقام يعامل بها أعداء الله معاملة لله، فيضع كل خلق من أخلاق الله فى موضعه، فيكون ذليلاً متواضعاً مسكيناً لأهل الحق مع الرأفه والرحمة والشفقة، وبذل مافى يده معاملة لله ويكون قوياً شجاعاً شديداً مع أعداء الله حباً فى الله وتخلقاً بأخلاق الله.. وبذلك يكون العبد متخلقاً بالأخلاق الربانية محباً لله محبوباً لله. فإذا رأيت فى نفسك هذا فاشكر الله تعالى، وأعلم أن الله أورد عليك مواهبه العلية مالا قبل لك ان تناله ولو عمرت الدهر وصرفت أنفاسك وحركات فى قربات، وشتان بين ما يورده الله عليك وما تورده انت على الله، ومن أنت يا مسكين وما عملك؟ وإنما الوارد ما يرد من الله عليك لا ترده أنت على مولاك فأنت يا مسكين إن شاهدت عملك أشركت بربك وكفرت بوحدة الأفعال، وإن عملك الذى تعمله يجب أن تشهده وارداً من الله، فإنه سبحانه إن أراد أن يوقفك أمامه مواجهاً له فى صلاتك أقامك وواجهك، وإن أحب أن تترك شهوتك له بالصوم وفقك، وإن أراد أن يجعل لسانك رطباً بذكر وقلبك مشرقاً بنوره أعانك ووهب لك، فاحذر أيها السالك أن يكون فرحك بعملك أو اعتمادك على عملك، فإن ذلك حجاب سميك حجب السالكين وأورهم موارد البعد عن رب العالمين. واحذر يا أخى أن تعمل عملاً لتنال حظاً عاجلاً أو نعيماً آجلاً فإن هؤلاء عباد الأكوان، ومكون الأكوان هو المقصود للمقربين وخير الأبرار من أهل اليمين.
إن للعباد يا أخى آيات تظهر للعباد وأسرار تلوح لهم فيقفون عندها فتكون عبادتهم حجة عليهم ويوم القيامة يقول الله لهم: إنا خلقناكم لا لعلة، ورزقناكم لا لعلة ولا لغرض، وصورتكم من ماء مهين وقبل ذلك أنشأتكم من طين، وسخرت لكم مافى السموات ومافى الأرض فضلاً منى وإحساناً عليكم، فلم جعلتم عله لعبادتى ولم تخلصوا لذاتى؟ أفى حاجة أنا إلى عبادتكم إياى؟ أما سمعتم قولى الذى أنزلته على حبيبى (ألا لله الدين الخالص) [18]؟ أنا الغنى عنكم المتفضل عليكم، أخلصت لكم فضلى بلا عله، ووهبت لكم نعمتى بلا غرض، وأنتم الفقراء المضطرون إلى جنابى، كيف تشركون بى غيرى فى طاعتى وعبادتى؟.. لديها والله تذوب القلوب ويتمنى الإنسان أن يكون تراباً لولا عواطف رحمة الرءوف الرحيم وواسع مغفرة التواب الكريم. فأخلص يا أخى العبادة لوجه الله، واعلم بعد ذلك أنك لوسألته لباك ولو ناديته لاستجاب لك وأعطاك، وهو اللطيف الخبير الكريم الفاعل المختار لما يحب ويشاء ويريد، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون. إ هـ
إن الذى اقنع الناس بإمامة ابى العزائم ،وأنه الحجه وانه الوارث الكامل لهذا العصر، وانه الرجل الذى كان ينتظره الرجال ليتكلموا على يديه .. ما تخلق به من الاخلاق النبويه . انه نعمة كبرى أنعم الله بها على أهل هذا العصر ، ولذلك فإن الحديث عنه هو ايضا حديث عن الدين، به علمنا الأخلاق المحمديه، وبقيت عندنا نغماته العذبه التى كان يشدو بها .
ومثال الرجال الذين تكلموا على يديه وتعلوا منه الأخلاق المحمديه الشيخ محمود ابو على وكان من رجال الليل وقطاع الطريق، ولكن الإمام انتشله من كمينه وتاب على يديه فى نفس اللحظه. يحكى الشيخ عن نفسه فيقول: نمت هذه الليلة وأنا هائم فى حب الإمام، تلك الصوره التى أغرقتنى فى بحار النور ، ولا زالت رائحة الإمام الطيبة أشمها وأنا نائم، فرأيت اننى أسير من خلفه إلا ان خطوته طويله وأنا أجرى وراءه بسرعة لألحق به، فكنت أسير على مدى الرائحة الطيبة التى عرفتها فيه الى أن وجدت أنه اتجه إلى شاطىء بحر وأنا بعيد عنه، فصرت اسرع المسير إلى أن وصلت إلى الشاطىء فلم اجده، ووجدت شخصاً وقوراً واقفاً فقلت له يا سيدى أين أبو العزائم؟ فقال لى: ومن أنت حتى تسأل عن؟ قلت لقد كنت معه الليلة وبايعنى وأحبنى، فقال: يا ولدى كلنا وقفنا عند هذا المقام ولا يدرى مقام ابو العزائم إلا أبو العزائم..أنا عبد القادر الجيلانى .
فإذا كان سيدى عبد القادرالجييلانى الذى اجتمع فى درسه أكثر من ثلاثمائة شخص فى بغداد، وكان يتحدث بصوت رخيم فيسمعه الكل، فعطس مرة، فلما شمته الكل اهتزت بغداد، فاستيقظ أمير المؤمنين وقال: ماذا حدث؟ قالوا: عبد القادر الجيلانى عطس فشمته اولاده، فقال أمير المؤمنين: فماذا لو غضب؟ .ولا نزكى أحداً على الله، فهو أحد كبار الأقطاب وأحد كبار الأولياء وأحد أصحاب الفضل على الطريق، والإمام ابو العزائم أعطاه الله من النعمة ما فاق الجيلانى، فالإمام مقامه فوق البحر وما دونه على الساحل[19].
وقد وصف الإخوان الإمام وعددوا مناقبه فى كثير من القصائد، وكانوا يلقونها على مسامعه فى المناسبات والاحتفالات الدينية، أو يرسلونها إليه بالبريد، وهى ملأى بالمديح وإظهار الشمائل، وبعد انتقاله رضى الله عنه قال فيه الإخوان قصائد كثيرة. ومن الأوصاف التى وصف بها الإمام ما كتبه الشيخ احمد سعد العقاد مقدمة فى كتاب عن الإمام:
اعلم أن المتحدث عن أبى العزائم إنما يتحدث عن قدره لا عن قدر إمامته، وكما ورد فى الأثر أنه لا يعرف الولى إلا الولى ولا يعرف النبى إلا النبى وما عرف الله إلا الله.
شمس تضـىء لعاشـق وموالـى تهدى المريد إلى سبيـل كمال
كـنـز ثميـن للسعـادة والتقـى للراغبيـن وخيـرة الأبـدال
لكن علـى قـدرى أقول موضحاً ما لاح لـى من ظاهر الأحوال
اللهم لك الحمد، حمداً يوافى نعمك ويكافىء مزيدك، سبحانك لانحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، أشرقت انوار شمس وجودك على الممكنات، فظهر كل منها فى مرتبة من مراتب المكونات على حسب استعداده لقبول تجلى الذات، والأسماء، والصفات. ونسألك اللهم أن تفيض أكمل رحماتك وأفضل صلواتك وأزكى تسليماتك على عرش تجلياتك أول التعينات: العقل الأول، الحقيقة المحمدية، نور الأنوار، معدن الأسرار، باب أبوابك وعلى آله وأصحابه الناهجين نهجه المتبعين سبيله وسلم تسليماً كثيراً وبعد:
فأستاذنا الفاضل العالم العامل، الإنسان الكامل، مربى المريدين، مرشد السالكين، قدوة المقربين، تاج الواصلين، مقوى دعائم الدين ، مجدد آداب السلف الصالحين، فاتح أقفال غوامض معانى إشارات المحققين، كاشف أستار أنوار أخبار العارفين، موضح مشكلات رموز عبارات أهل التمين، واسطة تمام نظام عقد أهل اليقين ريحان هداية طريق السالكين، ذروة سنام علا مجد المتقين مسك ختام سير أهل اليقين، حيلة الخائفين، زينة الخاشعين، ثمرة المتواضعين، لب المراقبين، مركز دوران رحى المجد، قطب فلك سماء الوفاء بالعهد، نور شمس معالى الوقوف عند الحد، ضياء قمر سير السلف، نجم هداية سلوك طريق الخلف الذى اقامته العناية الربانية متبعاً للكتاب العزيز والسنة النبوية، صاحب الأخلاق المحمدية، المنعوت بالوصاف المحمدية، المعروف بالشمائل المصطفوية، حاوى الفضائل الملكية، جامع الأخلاق والأفعال المرضية، مظهر الأسرار اللاهوتية مجرى فيوضات الأنوار القدسية، تنزلات النفحات العلية منبع العلوم اللدنية معدن واردات الإلهامات الودودية، كنز التحقيقات بدقائق الأفهام الذوقية، طيار بحر عوالى المكاشفات الجلية كهف غوالى علوم الحقائق بالوراثة النبوية، سر نجاح السادة العزمية، خاتمة دولة ولاية الأكابر الصوفية، محمدى البشارة والنذارة العمومية، عيسوى الإنجاذبات بالإنعطافات الربانية موسوى التجليات بطور المناجاة القلبية، يوسفى المكافآت بالمقابلات الإحسانية، يعقوبى الثبات عند الإختبارات الجبروتية، أيوبى الإصطبار على بليات المظاهر الجلالية، إبراهيمى التسليم للتقديرات الأزلية، يونسى الحمايات بالعنايات الرحمانية، خضرى الإختصاصات بالهبات الإلهية، صديقى النصائح وصفاء الطوية، عمرى التفريق بين الحق والباطل فى الأمور الدينية، عثمانى المراقبة والحياء من رب البرية، علوى الهمة فى مقاتلة كفار الأغيار والشهوات النفسية، مالكى المذهب تادباً مع بلوغه الدرجة الإجتهادية، خارق سفينة حسه، قاتل غلام نفسه مقيم جدار كنوز قدسة، ناصب الأقدام ليلاً والناس نيام لإدراك أنسه، مرآة النجاح، مرقاة الفلاح، طبيب الأرواح، مزيل الأتراح مدير القداح، ساقى صافى الراح، صاحب الكرامات العديدة والعلوم المفيدة والآراء السديدة والإشارات الرشيدة، السيد الشريف الحسينى الحسنى حسباً ونسباً، سيدى محمد أبو العزائم.
وفى قصيدة ميمية أسمها الدرة البهية، نهج: بردة خير البرية، قال تحت عنوان:
أكبر نعمة فى الزمان وجود العارف المتخلق بالقرآن
اللـه أكبر.. فضـل اللـه أسعدنا بواصل كامل فى الذات والشيـم
طبيبنـا وإمـام العـصر حجتنـا: ماضى العزائم بدر لاح فى الظلم
يا من يعانى جهاد النفس فى شغف إلى الحبيب بجرح غيـر ملتئـم
أبشـر وبشر وبـادر صادقاً لترى وراثة المصطفى لاحت على علم
كلامه سلسبيـل قـد تفجـر مـن عين الحياة بفيض غيـر منفصم
شفاء نفس: صفـاء القلـب بهجتة غذاء روح.. دواء الجسم من سقم
دع التعصب وانظر فـى مواهبـة وفر من عقبـات النفس واقتحم
واخلع نعال الهوى باللـه معتصماً فحزب ربك يـعلو غير منهزم
وقد قيل يوماً لسماحة السيد أحمد ماضى أبو العزائم فى عهد خلافته للطريق: (بارك الله لنا فيك يا سيدى) .فقال: (بارك الله لنا فى أبى العزائم) .
إنها كلمة طيبة نرددها ونذكرها، بل ويذكرها كل المسلمين فى أنحاء المعمورة، فما من مسلم يصلى إلا ويقول: وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وإن البركة قائمة وموجودة وظاهرة وواضحة فى الإمام أبى العزائم فرع العترة الزكية وسليل أهل البيت، وسرت فى ذريته بارك الله فيهم أجمعين، لأن الحديث القدسى يقول: (إنى أُطعت رضيت ، وإذا رضيت باركت، وبركتى لا نهاية لها، وإنى إذا عُصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتى تصل إلى السابع من الولد) ، فلما كان الإمام من الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه، حلت البركة فيه، وسرت هذه البركة حتى عمت أولاده بل وكل محبيه.. بل وكل من رآه، وكيف لا .. وعين رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمسها النار، قال الإمام رضى الله عنه: يد صافحت يدى لا تخيب [20] ، لأنها صافحت يد الصورة الكاملة المبشرة المذكرة المحيية لنور رسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذا الزمان.
وقال فيه أحد مريدية:
قـدست مملكت البيان وحطها [21] بسياج شـرع للكتاب مـؤيـد
فجرت ينبـوع المعـارف للـذى لولا دعاؤك بالتى [22] لـم تهتد
وأعدت نهج الصالحين ذوى التقوى فـى عصر جهـل للـعلوم ملبد
وفتتحت كنـزاً كـان سراً غامضاً قبل التلقى من علومـك سيـدى
تـنقلت كالشمس فـى معراجهـا يهدى سنـاها للسبيـل الأرشـد
فالـزم حمـى القطب وكتن متأدباً وأرع العهـود ووالـه وتـودد
وتـلقـن العلـم اللـدنـى الـذى ما زال يفتح كل بـاب مـوصد
مـن حضرة قد فاح طيب عبيرها فـإذا ظفرت بـه، فطف وتعبـد
ولما سأل سيدنا على كرم الله وجهه عن أوصاف الولى، اسهب فى ذلك ومما قاله فى صفات الولى وأخلاقه:
الخوف مقامه، والذل حليته، والرهبة باطنه، والرغبة ظاهره، والحيرة ردائه، والصبر أنيسه، والرضا رفيقه، والشكر زاده، والثقة كنزه، والفكر طريقه، والتسليم مذهبه، والتواضع رفعته، والفقه منهجه، والصدق ضالته، والإخلاص مراده، والسيد صلى الله عليه وسلم مقصوده، والله سبحانه معبوده، والشكر ذكره، والدعاء عمله، وما يقرب إلى النار عدوه، ويقرب إلى الجنة أليفه، وبرالوالدين سروره، وصلة الرحم حبوره، وإدخال السرور على عباد الله وصوله، والرحمة بخلق الله تعالى خظوته، والقرآن الكريم خلوته، والحضور بقلبه مع الحق سبحانه جلوته.
وقد اتصف بها الإمام، ومنح المزيد من ربه، فأخلاقه هى إنعكاس من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرآة قلبه وجوهر نفسه، وهكذا يكون كل ماضى أو من يحب ماضياً. وسوف نحوم هنا حول بعض هذه الأخلاق، لأن أخلاقه الطاهرة لا تنكشف إلا لذوى الأرواح القدسية كان رضى الله عنه مجبولاً على الأخلاق الكريمة فى أصل خلقته النقية الذكية ولم يحصل له ذلك برياضة نفس بل بجود إلهى، وأصل هذه الخصال الحميدة كمال العقل، لأن به تقتبس الفضائل وتجتنب الرزائل، والعقل أمر روحانى به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية.
[1] سورة الضحى آية 11.
[2] ربيب الإمام وابن أخيه السيد احمد
[3] أولاد الإمام من صلبه: السيد احمد ماضى أبو العزائم، والسيد عبد الله ماضى أبو العزائم ، والسيد محمد أبو الحسن ماضى أبو العزائم.
[4] سورة النحل آية 18.
[5] مجلة (المدينة المنورة) السنة9 العدد12 ، 13 (21، 28 شعبان 1355هـ الموافق 16،23 نوفمبر 1936) .
[6] سورة آل عمران آية 31.
[7] سورة الأعراف آية99.
[8] سورة آل عمران آية101.
[9] سورة آل عمران آية 103.
[10] سورة التغابن آية 16.
[11] سورة البقرة آية 115.
[12] سورة النور آية 35.
[13] سورة القيامة آية 22- 23.
[14] سورة الأنعام آية 122.
[15] سورة البقرة آية 126
[16] سورة البقرة آية 126
[17] سورة الأعراف آية 156.
[18] سوره الزمر آية 3.
[19] رواها الشيخ نصر العقاد سماعاً من الشيخ محمود أبوعلى.
[20] أى سلمت سلام التسليم
[21] أى وحولها
[22] الآية: (ادفع بالتى هى أحسن)