علم التجويد (1)

15/08/2021
شارك المقالة:

مقدمة

   الحمد لله رب العالمين، والصلاة و السلام على سيد الكونين سيدنا ومولانا محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وصحابته الهادين المهديين، وورثته والتابعين آمين يارب العالمين، أما بعد:

   إخوانى فى الله وأحبابى فى سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛

   نبدأ بعون الله وتوفيقه فى شرح أحكام التجويد للقرآن الكريم، سائلين المولى تبارك وتعالى أن نكون منظورين بعين سيدنا رسول الله وأهل بيته، موفَّقين للخير، مهتدين للرشاد، وأهلنا وإخواننا وجميع المسلمين.

   وسيكون الشرح - إن شاء الله تعالى - لأحكام التجويد على قراءة حفص عن عاصم من طريق الشاطبية.

  وحفص هو: حفص بن سليمان بن المغيرة بن داود الأسدى الكوفى البزاز – نسبة لبيع البز أي الثياب – ولد سنة 90 هجرية، أخذ القراءة عن عاصم وكان ربيبه - ابن زوجته - وتوفى سنة 180 هجرية على الصحيح.

   وعاصم هو: عاصم بن أبى النجود، وقيل اسم أبيه عبد الله، وكنيته: أبو بكر، توفي سنة 127 هـ بالكوفة.

والتجويد لغة هو: التحسين.

واصطلاحا هو: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه من مخرج، وصفة، وغنة، ومد، وترقيق، وتفخيم، وغير ذلك من أحكام التجويد.

   وحكم التجويد شرعا: أن العلم به فرض كفاية، والعمل به فرض عَيْن على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) "المزمل:4".

وموضوعه هو: الألفاظ القرآنية.

   وثمرته: صون اللسان عن الخطأ فى كلمات القرآن الكريم.

   والذى وضعه أئمة القراءة استمدادا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كما جاء من كيفية قراءة حضرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم من كيفية قراءة أهل بيته والصحابة من بعده والتابعين وأتباعهم وأئمة القراءة إلى أن وصل إلينا بالتواتر كما ورد فى كتاب هداية القارئ للمرصفي.

يقول الإمام العلامة محمد بن الجزرى فى متنه:

والأخذ بالتجويد حتـــــم لازم

لأنه به الإله أنزلا
وهو أيضا حلية التلاوة

 

من لم يجــــود القـــــــرآن آثـــم

وهكذا منه إلينا وصلا
وزينة الأداء والقراءة

 

   وعلى هذا فإن من لم يجود القرآن - وفى نسخة من هذا المتن: من لم يصحح القرآن - بأن يقرأه قراءة تخل بالمعنى أو بالإعراب فهو آثم، يقول سيدنا ومولانا الإمام عليّ بن أبى طالب كرم الله وجهه عندما سئل عن معنى قوله تعالى:  (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) "المزمل:4" قال: "هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف"، ومن أحد معانى تأويل هذه الآية الشريفة أيضا: أى: ائت به على تؤدة بتبيين الحروف والحركات، وأكد الأمر بالترتيل بالمصدر تعظيما لشأنه وترغيبا فى ثوابه، والقارئ بتركه ذلك متعمدا من الداخلين فى خبر: (رُبَّ قارئ للقرآنِ والقرآنُ يلعنه) وعلم بذلك طلب التحرز عن اللحن.

   واللحن: هو الخطأ فى قراءة القرآن الكريم والميل عن الصواب فى التلاوة وهو قسمان:

1- اللحن الجليّ: هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بالقراءة سواء أخل بالمعنى أو لم يخل، ويشترك فى معرفته علماء القراءة وغيرهم، وهو يقع بتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة، كتبديل الطاء دالا بترك إطباقها واستعلائها، أو تغييرها بالتاء مع الهمس، وكتغيير الضمة بالفتحة فى كلمة: (الحمدُ) مثلا، وهذا النوع حرام يأثم القارئ بفعله.

2- اللحن الخفيّ: هو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بالحرف دون المعنى ويقع بترك الغنة وقصر المد ومد القصر، وهكذا فى بقية أحكام التجويد، واللحن الخفيّ مكروه عند أئمة القراء لإخلاله بجوهر القراءة ورونقها، وقيل: يحرم لما فيه من تضييع لحق ومستحق القرآن الكريم وترتيله على الوجه الذى أمرنا به القرآن الكريم، قال تعالى (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) "المزمل:4".

بناء البيت الإسلامي (18)

في الماضي كان الطلاق غالبا ما يمثل وصمة عار على المرأة المطلَّقة وعلى أسرتها، وكانت تحركات المرأة المطلَّقة محسوبة عليها عند الخروج من بيت أسرتها، وخروجُها كان محدودا وللضرورة فقط، وكانت نسبة الطلاق قليلة، أما في هذا العصر فإن الطلاق بدا وكأنه ظاهرة طبيعية، فلا يخلو حيّ أو منطقة من حالات طلاق أو هدم أسرة.   فإلى أي مدى سيظل هذا الوضع مستمرا في تدمير الأسر المسلمة؟ ومن هو السبب في الطلاق؟ أهو الزوج أم الزوجة؟ أم أن هناك عوامل خارجية تؤدي إلى ذلك؟ ومن هو المجني عليه؟ وهل من الممكن علاج هذه الظاهرة أم لا؟ وهل من سبيلٍ لتلافي التأثير السلبيّ للطلاق على الأبناء؟...