أثناء لقائه الأسبوعى يوم الأحد الماضى بمشيخة الطريقة العزمية فى مجلس الصلوات على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، تحدث السيد الدكتور علاء الدين ماضى أبو العزائم - شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية - عن التجربة اليابانية أثناء الاستعمار حيث كان الجميع يعمل لرفعة بلده ونجحوا فى هذا وتقدمت الدولة وقامت من عثرتها .
كما تحدث السيد أبو العزائم عن مفهوم الهجرة ، وعن قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم : (لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية ) وأن المسلم لابد أن يكون له هجرة من القوة للضعف ، ومن الأخلاق السيئة إلى الأخلاق الحسنة ، وتتحول الدولة من الاستيراد إلى التصدير .
وطالب سيادته آل العزائم خاصة والمسلمين عامة أن يتحلوا بالأخلاق الفاضلة ، فيتخلوا عن الكذب والخيانة ، وأوضح أن مفهوم الخيانة لا ينحصر فى خيانة الوطن وخيانة الزوجة، ولكن المدرس الذى لا يؤدى دوره كمعلم لتخريج جيل ناجح ونافع يكون خائنا ، والطبيب الذى لا يراعى الأخلاقيات التى تحتاجها مهمته كطبيب يداوى الجرحى والمرضى دون التفريق بين الغنى والفقير فهوخائن ، وكذلك المزارع المهمل والعامل والموظف الكسول ، فهذه خيانة أمة .
وأضح سيادته أن التاريخ أمر مضى ، فهذا الماضى نتباهى به ولكن لا ندرسه ، على عكس غير المسلمين فإنهم يدرسون تاريخهم ، فيحولون الفشل إلى نجاح ، وضرب مثالا بصلاح الدين الأيوبى الذى لما أن طرد الاستعمار الصليبى قال : {ذهاب بلا عودة} . إلا أنهم درسوا تاريخهم حتى عادوا مرة أخرى وبعد حوالى خمسمائة سنة وقف القائد الصليبى على قبر صلاح الدين وقال : (ها نحن عدنا يا صلاح الدين ).
كما أكد على أن الدول الأجنبية عندهم صراع وسباق على التطوير والتقدم والحداثة ، أما نحن فلا صراع عندنا ، فلماذا لا نستخدم العلوم والتكنولوجي فى التطوير والابتكار ، وهذا يحتاج إلى وجود إرادة للتغيير كما فعل سيدنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم مع قريش لما بث فيهم إرادة التغير فاستجاب لدعوته من قويت فيهم الإرادة ، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...
وفى نهاية كلمته طالب بضرورة غرس روح التفوق والتميز فى نفوس أبناءنا لأنهم الأمل لمستقبل أفضل وزرع الإرادة فى نفوسهم .